بقلم :حداد بلال
بالرغم من انتهاء الحرب الباردة رسميا في مؤتمر مالطا 1989 والاعلان عن زوال الاتحاد السوفياتي، الا المعسكر الغربي الذي يقوده الامريكان ظل يقظا تجاه روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي من اجل الحفاظ على الصدارة الدولية عبر سياستها التطويقية لروسيا التي تمكنت بفضلها من جذب وضم مجموعة من الدول الاشتراكية الى جانب صفها، منها خصوصا الدول البترولية، وبالاخص الدول العربية التي سقطت في رعاية الايادي الامريكية المدجلة بالديمقراطية المبنية اساسا على ايديولوجية ما يسمى 'بالحرب النفطية وما بعدها' التي يمكن تجسيدها في التدخل الامريكي المشين في الشؤون الداخلية لدول الاوفرو- اسيوية النفطية عبر سيناريوهات ايديولوجية مختلفة بمراحل متباينة.
فاولهما الايديولوجية النفطية المتمثلة في مرحلة البحث عن ينابيع بترولية تشفي غليل امريكا في دول افريقية واسيوية، والتي برزت اثناءها روح امريكا النافحة في التدخل العسكري في هذه الدول باسم الديمقراطية وقتل الديكتاتورية، عندما تدخلت امريكا بهجومها العسكري في العراق 2003 لازاحة نظام صدام حسين، وبالفعل تم ذلك لكن ليس بدون مقابل على ما يعيش عليه العراق اليوم بعد نزيف بترولها لتشغيل الماكنات الصناعية الامريكية، وهو نفس الشغل الشاغل في الثورة الليبية حين تدخلت امريكا بنفس الشعار مقابل هدف ظاهري يتمثل في اسقاط نظام القذافي، بعكس ما كان في هدفه الباطن من محاولات الامساك بما تبقى من قطرات بترولية تخرجها من ازمتها الاقتصادية نتيجة نفاقها ضد الثورة الليبية من اجل ذلك.
اما في افغانستان فكان الشعار مغايرا ومتجسدا في القضاء على الارهاب لرد الاعتبار لها بعد احداث 11 ديسمبر 2011 من جهة وسلب البترول الافغاني الذي ثبت في اخر عمليات التنقيب عنه، عن وجود كميات هائلة لم تكن متوقعة اطلاقا ما زاد شهية امريكا النفطية من جهة اخرى.
فأما الحبكة الثانية من الايديولوجية الاستهجانية الامريكية لدول الافرو- اسيوية التي قد نحصرها بالاخص في دول الساحل الافريقي والخليج العربي كونها اكبر مناطق العالم في احتياطي البترول، ستخصص لها بذلك امريكا ايديولوجية يعتقد في انها ستكون 'مرحلة ما بعد البترول'، حسب الخطاب الاخير لاوباما الذي اوقف ألسنة العرب خاصة منها دول الخليج العربي لان امريكا تعتبر الزبون الاول لها، ما يعني ان الاستراتجية السابقة لايديولوجية 'حرب النفط' قد انتهت، وحان الاوان للبحث عن طاقات متجــددة تجنــــبها الازمات الاقتصادية المقبلة، وهذا ما يفسر غياب النفحة الامريكة وتجنبها للتدخل العسكري في كل من مالي وسورية، وترك امر ذلك للدول المجاورة لها مع دعمها لوجستيا، فهذا لن يضرها اكثر من اقحام نفسها عسكريا في هذه الثورات التي قد تنزف منها الكثير، وخاصة انها مقبلة على استنفار وحذر من حرب نووية مع كوريا الشمالية.
فامريكا اليوم ليست كالأمس فهي تسير على خطى وثبات اجتنابا لازمات اقتصادية قد تخطفها، وذلك من وجهتين تنجيانها اقل الخسائر والاضرار:
هما ضمان دفع اسرائيل لضبط النفس مع الدول العربية ومحــاولة اضاعة الوقت بعد الاستفادة منه لمحاسبة دول المفاعل النووية كايران وكوريا الشمالية عبر ايديولوجيات جديدة تكسبها الرهان.
تستطعون ايضا الاطلاع علي هذا المقال في جريدة "القدس العربي"
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2013\04\04-08\08j466.htm
بالرغم من انتهاء الحرب الباردة رسميا في مؤتمر مالطا 1989 والاعلان عن زوال الاتحاد السوفياتي، الا المعسكر الغربي الذي يقوده الامريكان ظل يقظا تجاه روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي من اجل الحفاظ على الصدارة الدولية عبر سياستها التطويقية لروسيا التي تمكنت بفضلها من جذب وضم مجموعة من الدول الاشتراكية الى جانب صفها، منها خصوصا الدول البترولية، وبالاخص الدول العربية التي سقطت في رعاية الايادي الامريكية المدجلة بالديمقراطية المبنية اساسا على ايديولوجية ما يسمى 'بالحرب النفطية وما بعدها' التي يمكن تجسيدها في التدخل الامريكي المشين في الشؤون الداخلية لدول الاوفرو- اسيوية النفطية عبر سيناريوهات ايديولوجية مختلفة بمراحل متباينة.
فاولهما الايديولوجية النفطية المتمثلة في مرحلة البحث عن ينابيع بترولية تشفي غليل امريكا في دول افريقية واسيوية، والتي برزت اثناءها روح امريكا النافحة في التدخل العسكري في هذه الدول باسم الديمقراطية وقتل الديكتاتورية، عندما تدخلت امريكا بهجومها العسكري في العراق 2003 لازاحة نظام صدام حسين، وبالفعل تم ذلك لكن ليس بدون مقابل على ما يعيش عليه العراق اليوم بعد نزيف بترولها لتشغيل الماكنات الصناعية الامريكية، وهو نفس الشغل الشاغل في الثورة الليبية حين تدخلت امريكا بنفس الشعار مقابل هدف ظاهري يتمثل في اسقاط نظام القذافي، بعكس ما كان في هدفه الباطن من محاولات الامساك بما تبقى من قطرات بترولية تخرجها من ازمتها الاقتصادية نتيجة نفاقها ضد الثورة الليبية من اجل ذلك.
اما في افغانستان فكان الشعار مغايرا ومتجسدا في القضاء على الارهاب لرد الاعتبار لها بعد احداث 11 ديسمبر 2011 من جهة وسلب البترول الافغاني الذي ثبت في اخر عمليات التنقيب عنه، عن وجود كميات هائلة لم تكن متوقعة اطلاقا ما زاد شهية امريكا النفطية من جهة اخرى.
فأما الحبكة الثانية من الايديولوجية الاستهجانية الامريكية لدول الافرو- اسيوية التي قد نحصرها بالاخص في دول الساحل الافريقي والخليج العربي كونها اكبر مناطق العالم في احتياطي البترول، ستخصص لها بذلك امريكا ايديولوجية يعتقد في انها ستكون 'مرحلة ما بعد البترول'، حسب الخطاب الاخير لاوباما الذي اوقف ألسنة العرب خاصة منها دول الخليج العربي لان امريكا تعتبر الزبون الاول لها، ما يعني ان الاستراتجية السابقة لايديولوجية 'حرب النفط' قد انتهت، وحان الاوان للبحث عن طاقات متجــددة تجنــــبها الازمات الاقتصادية المقبلة، وهذا ما يفسر غياب النفحة الامريكة وتجنبها للتدخل العسكري في كل من مالي وسورية، وترك امر ذلك للدول المجاورة لها مع دعمها لوجستيا، فهذا لن يضرها اكثر من اقحام نفسها عسكريا في هذه الثورات التي قد تنزف منها الكثير، وخاصة انها مقبلة على استنفار وحذر من حرب نووية مع كوريا الشمالية.
فامريكا اليوم ليست كالأمس فهي تسير على خطى وثبات اجتنابا لازمات اقتصادية قد تخطفها، وذلك من وجهتين تنجيانها اقل الخسائر والاضرار:
هما ضمان دفع اسرائيل لضبط النفس مع الدول العربية ومحــاولة اضاعة الوقت بعد الاستفادة منه لمحاسبة دول المفاعل النووية كايران وكوريا الشمالية عبر ايديولوجيات جديدة تكسبها الرهان.
تستطعون ايضا الاطلاع علي هذا المقال في جريدة "القدس العربي"
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data\2013\04\04-08\08j466.htm