بقلم: حداد بلال
على غير العادة تمكنت ولاول مرة كوريا الشمالية من تحريك الايادي الامريكية المرعوشة تجاه نشوب حرب نووية بينهما، قد تحدث اثارها انعكاسا مهدما للوضع الاقتصادي العالمي الراهن، وعلى اثرها نتج كابوس المخاوف الامريكية، وان كانت تخفيها نوعا ما من جراء اللهجة الشديدة الاخيرة التي اتت على لسان رئيس اركان الجيش الكوري بقوله: ‘ما يشكل تهديدا ضد كوريا الشمالية سيدمر باسلحة نووية اصغر حجما واخف وزنا واكثر تنوعا’، في حين كان الرد الامريكي مختصرا في ‘انها بمنتهى الجدية في التعامل مع هذه الاستفزازت من جانب الشمال وسيكون الرد عليها سريعا’، ما يبين المخاوف الخفية لامريكا من سحر كوروي قد يقهرها.
وان كانت هذه المخاوف الامريكية ليست كلها على نفسها وانما ايضا دون نسيان شقيق الروح ‘الكيان الصهيوني الاسرائيلي’ الذي ابدى قلقه هو الاخر من امكانية حصول ايران على تكنولوجيا نووية حديثة من كوريا الشمالية، وهو الامر الذي تحدثت عنه صحيفة ‘معاريف’ الاسرائيلية بان اسرائيل متخوفة من حدوث تعاون مشترك بين ايران وكوريا الشمالية في مجال التكنولوجيا النووية، خصوصا ان كلاهما له نفس الهدف في امتلاك السلاح النووي، كما انهما يقابلان نفس المعارضة الدولية التي تريد ايقاف طموحهما النووي، ويكمل ذلك التعاون الذي تحدثت عنه صحيفة ‘معاريف’ من امكانية ارسال خبراء من ايران الى كوريا الشمالية لاكتساب الخبرات والتجارب المتبادلة المختلفة، وخاصة ان هذا التعاون بدأ من قبل في السابق وليس الان فقط،
وكما يتضح ذلك ايضا، بان هناك تشابها كبيرا في تصويب اللهجات الشديدة الايرانية – الكورية تجاه اسرائيل وامريكا، عندما صممت ايران على وصول مشروعها النووي الذي لن تتوانى في قصف اسرائيل به، وهو نفس المنهج الذي اتبعته كوريا الشمالية اليوم في مخاطبتها لامريكا، اي انها نفس الاستراتيجيات في الحرب الكلامية التي من شأنها ان ترفع وتشكل ضغطا ومخاوف لامريكا واسرائيل وهو ما شار اليه محمد الحضيف قائلا ‘ان تهديد كوريا الشمالية بضرب امريكا بالنووي مثل تهديد ايران بمسح اسرائيل من الوجدود’، انما يدل هذا على مدى تمسك ايران وكوريا الشمالية برهان النووي لارعاب امريكا واسرائيل للحفاظ على مصالحهما وحقوقهما في الدفاع عن النفس.
وفي مجمل الكلام قد يسهل هذا ربما على ايران استطاعتها بنسف اسرائيل، اذا اعتدت عليها، لكن الامر قد يكون مغايرا عند كوريا الشمالية التي تهدد بصب صواريخها النووية في عقر دار امريكا، التي تحيط قواعدها العسكرية بكوريا الشمالية والموجدة في كل من كوريا الجنوبية واليابان المواليتين لها، والتي من شأنها ان تسقط صواريخها النووية قبل ان تصل الحدود الامريكية، بحسب تقدير الخبراء والمختصين في هذا المجال، لا سيما التهديدات الكورية الشمالية التي يرونها ‘حربا نفسية’ تريد اثارتها هذه الاخيرة – ليس الا من اجل دعمها بمساعدات اقتصادية تقدمها لها كوريا الجنوبية وامريكا في مقابل توقفها عن تطوير برنامجها النووي، ولكن ان كان هذا صحيحا ويتمثل في ‘حرب نفسية’، فلماذا كل هذا التهويل من خطورة البرنامج النووي لكوريا الشمالية؟ وهل هناك ربما اجندة بالمنطقة تريد امريكا المحافظة عليها بمنع الرعب النووي من وصولها؟
تستطعون ايضا الاطلاع علي هذا المقال في جريدة "القدس العربي"
على غير العادة تمكنت ولاول مرة كوريا الشمالية من تحريك الايادي الامريكية المرعوشة تجاه نشوب حرب نووية بينهما، قد تحدث اثارها انعكاسا مهدما للوضع الاقتصادي العالمي الراهن، وعلى اثرها نتج كابوس المخاوف الامريكية، وان كانت تخفيها نوعا ما من جراء اللهجة الشديدة الاخيرة التي اتت على لسان رئيس اركان الجيش الكوري بقوله: ‘ما يشكل تهديدا ضد كوريا الشمالية سيدمر باسلحة نووية اصغر حجما واخف وزنا واكثر تنوعا’، في حين كان الرد الامريكي مختصرا في ‘انها بمنتهى الجدية في التعامل مع هذه الاستفزازت من جانب الشمال وسيكون الرد عليها سريعا’، ما يبين المخاوف الخفية لامريكا من سحر كوروي قد يقهرها.
وان كانت هذه المخاوف الامريكية ليست كلها على نفسها وانما ايضا دون نسيان شقيق الروح ‘الكيان الصهيوني الاسرائيلي’ الذي ابدى قلقه هو الاخر من امكانية حصول ايران على تكنولوجيا نووية حديثة من كوريا الشمالية، وهو الامر الذي تحدثت عنه صحيفة ‘معاريف’ الاسرائيلية بان اسرائيل متخوفة من حدوث تعاون مشترك بين ايران وكوريا الشمالية في مجال التكنولوجيا النووية، خصوصا ان كلاهما له نفس الهدف في امتلاك السلاح النووي، كما انهما يقابلان نفس المعارضة الدولية التي تريد ايقاف طموحهما النووي، ويكمل ذلك التعاون الذي تحدثت عنه صحيفة ‘معاريف’ من امكانية ارسال خبراء من ايران الى كوريا الشمالية لاكتساب الخبرات والتجارب المتبادلة المختلفة، وخاصة ان هذا التعاون بدأ من قبل في السابق وليس الان فقط،
وكما يتضح ذلك ايضا، بان هناك تشابها كبيرا في تصويب اللهجات الشديدة الايرانية – الكورية تجاه اسرائيل وامريكا، عندما صممت ايران على وصول مشروعها النووي الذي لن تتوانى في قصف اسرائيل به، وهو نفس المنهج الذي اتبعته كوريا الشمالية اليوم في مخاطبتها لامريكا، اي انها نفس الاستراتيجيات في الحرب الكلامية التي من شأنها ان ترفع وتشكل ضغطا ومخاوف لامريكا واسرائيل وهو ما شار اليه محمد الحضيف قائلا ‘ان تهديد كوريا الشمالية بضرب امريكا بالنووي مثل تهديد ايران بمسح اسرائيل من الوجدود’، انما يدل هذا على مدى تمسك ايران وكوريا الشمالية برهان النووي لارعاب امريكا واسرائيل للحفاظ على مصالحهما وحقوقهما في الدفاع عن النفس.
وفي مجمل الكلام قد يسهل هذا ربما على ايران استطاعتها بنسف اسرائيل، اذا اعتدت عليها، لكن الامر قد يكون مغايرا عند كوريا الشمالية التي تهدد بصب صواريخها النووية في عقر دار امريكا، التي تحيط قواعدها العسكرية بكوريا الشمالية والموجدة في كل من كوريا الجنوبية واليابان المواليتين لها، والتي من شأنها ان تسقط صواريخها النووية قبل ان تصل الحدود الامريكية، بحسب تقدير الخبراء والمختصين في هذا المجال، لا سيما التهديدات الكورية الشمالية التي يرونها ‘حربا نفسية’ تريد اثارتها هذه الاخيرة – ليس الا من اجل دعمها بمساعدات اقتصادية تقدمها لها كوريا الجنوبية وامريكا في مقابل توقفها عن تطوير برنامجها النووي، ولكن ان كان هذا صحيحا ويتمثل في ‘حرب نفسية’، فلماذا كل هذا التهويل من خطورة البرنامج النووي لكوريا الشمالية؟ وهل هناك ربما اجندة بالمنطقة تريد امريكا المحافظة عليها بمنع الرعب النووي من وصولها؟
تستطعون ايضا الاطلاع علي هذا المقال في جريدة "القدس العربي"