13‏/05‏/2013

فلسطين ليست للبيع!

JAN29

  بقلم : حداد بلال
ليس من العيب ان تقع في الخطأ، لكن العيب في ان تدرك بانك واقع في خطأ وتواصل الاستمرار على نحوه، بل تحاول اكثر من ذلك اقناع الناس به، مثلما يحدث مع بعض منظومتنا العربية، واخطاؤها المشينة والهدامة لكل ما هو حق لفلسطين دولة وسيادة وشعبا، خصوصا المبادرة العربية بواشنطن، حينما سمعنا مناديا ينادي بتبادل الاراضي المقترحة الفلسطينية من طرف المجموعة العربية بقيادة قطر، التي خرجت بهذا القرار المشين، الذي تسميه مفاوضات ايجاد حل سلمي، نسألها من اين يأتي هذا السلام الذي تريدونه لفلسطين، وانتم تحاولون اخذ اغلى واعز ما لديها لتقدمونه هدية لاسرائيل؟ أتعتبرونها سلعة تباع وتشترى في مزاداتكم، من اجل كسب عطف وود اسرائيل.
فبعد ادخال دويلات الربيع العربي في فوضى عارمة، حان وقت الرجوع لفتح بوابة المفاوضات لانهاء الصراع العربي ‘الفلسطيني’ مع اسرائيل.
كنا نعتقد ونأمل ان تكون نصرة القضية الفلسطينية من اولوياتها، لكن هيهات ذلك بعد هذا القرار الذي صعقنا به وتأكد لنا عقم المجموعات العربية عن اتخاذ قرارات بناءة مجدية في صالح القضية الفلسطينية.
بدلا من تلك القرارات التي لن تتحقق لان ‘ارضاء اسرائيل غاية لا تدرك’. فالمبادرة العربية لسنة 2002 التي لم توافق عليها
اسرائيل، تأتي هذه المبادرة بديلا لها،لكسب
  مرضاة اسرائيل التي قالت على لسان ليفيني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع فلسطين ‘ان العرب ادركوا ان الحدود من الممكن ان نغيرها’.
وما فهمته من هذا، ان منظومتنا العربية وضعت اعترافها بالحركة الاستيطانية
الصهيونية،لتكون بذلك اسرائيل قد حققت انتصارا بعد فرض موقعها على العالم العربي، وهو ما يفسر قبيل ذلك بساعات تصريحات الاخيرة لاسرائيل بانها اصبحت اكثر قوة من ذي قبل، بعد احداث الربيع العربي ومدى استعدادها لاي هجوم خارجي، تقصد به ايران، ما يبين انها استغلت الفوضى العربية العارمة لبناء كتل هائلة من المستوطنات لم يشهد له مثيل من قبل في تاريخها، بعد ان هيأت لها امريكا ذلك من خلال زيارة اوباما لاسرائيل وبعض دول الشرق الاوسط، مما يدل على ان فلسطين
تطعن من الظهر من اجل رضى اسرائيل.
فلسطين ليست للبيع، فهي جزء منا ونحن جزء منها، فلا تكرهونا عليكم فننهض كما نهضنا على زين العابدين في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا … فتكونون بذلك قد اصبحتم من المرميين في مزبلة التاريخ التي حفرتها لكم اسرائيل بايديكم!


  يمكنكم الاطلاع علي المقال في جريدة "القدس العربي"


0 التعليقات: