28‏/06‏/2013

في المغرب: بكالوريا اخر زمان!

JAN29

 بقلم : حداد بلال
بماذا يتم التكيف مع الواقع بالعادة ام الارادة؟.ببساطة كان هذا السؤال قد طرح هذا العام في بكالورية شعبة اداب وفلسفة بالجزائر وبالتحديد في مادة الفلسفة ،بحيث تحتاج الاجابة عنه من طرف الطلبة سوي بمقالة جدلية بسيطة  لحل شفرتها و الحصول علي مفتاح النجاح في البكالوريا وضمان بذلك تاشيرة المرور الي المستوي الجامعي الذي كانوا يحلمون به.
ولكن برغم من سهولة هذا السؤال الا انه قوبل باللامعقول من طرف بعض طلبة البكالوريا ،فهناك من اراد منهم عنونة عدم مقدرته علي فك طلاسمات الاجابة عن هذا السؤال بالغش الجماعي او الانسحاب و مقاطعة الاختبار،فيما فيئة اخر فضلت التعبيرعن ثائرتها من هذا السؤال بالتكسير والتخريب و لوم الاساتذة الحراس و الملاحظين بسبهم وشتمهم،اما الغالبية الاخري فقد قررت عدم الاهمتام لمثل هذه الافعال وراحت تكمل وتواصل المشوار بايمان اكبر لظفر بهذه الشهادة.
ومن بعد ذلك ان ما الت اليه اليوم شهادة البكالوريا لا يدعوا لتفائل بل قد يزيدنا مقتا وتخاذلا من وابل هذا المستوي التعليمي الضعيف لابنائنا الطلبة الذي تعود مسبباته الي سياسة الترقيع لما يسمي "بعتبة الدروس" التي اتي بها العهد الوزاري التربوي السابق"لابي بكر بن بوزيد"في ظروف خاصة،لكن الطلبة ارادوها ان تكون دائمة لهم،حينما خرجوا بالعاصمة للمطالبة باعادة فتح نظام "العتبة" بمجرد سماعهم الغائها من طرف الوزير التربوي الجديد "بابا احمد"الذي ندد في كل مرة من عواقبها التي تؤدي الي التكاسل العقلاني للطلبة في الدراسة مثلما حدث اليوم بالفعل في سؤال الفلسفة الذي لا يحتاج به الطالب لان يكون قد درسه او حفظه حتي يجاوب عنه،فانه بمجرد تامله لواقعه الذي يعيشه سيجد العشرات من الاجابات والامثلة التي يحتاجها لتكوين مقاله،لكن هيهات من يحد اصرار الطلبة في المطالبة بالعتبة مما دفع بهذا الوزيرهو الاخر لتطبيقها هذا العام متوعدا بذلك في انها ستكون اخرة مرة تحدد فيها العتبة.
و الملاحظ في ان بكالوريا اخر زمننا هذا اصبحت بدون طعم ولا ذوق لو قارنها بفترة السبعينات والثمانينات التي لم يكن طلابها يحضون بهذا الذخر من التطور التكنولوجي و الاتصالاتي بل كانوا يكتفون بنور الشمع و الاعتماد الذاتي لتكوين معارفهم،فنجد من يتستحق شهادة البكالوريا هو الاجدر بها فنري قلة من هم ينجحون وكثرة هم من يرسبون بعكس ما يحدث الان من "كوطة الناجحين" التي تاخذ بالجملة والتي لا يمكن احصائها او ارجاعها ابدا الي مدي التفوق العقلي للطلبة برغم من التطور التكنولوجي الذي منح لهم وخاصة فيما يتعلق بظهور الانترنت،وانما يوحي للاسف ما يفسر هذا الارتفاع الجنوني في عدد الناجحين هو كما قيل من طرف احد الموظفين السامين في قطاع السلك التربوي حينما سئل عنه مجيبا "بان الاسئلة التي تطرح اليوم لم تعد كما كانت في السابق موجهة للاجدر والاحق بها بل صارة موجهتا لاصحاب العقول المتوسطة والضعيفة" مما يفسر ارتفاع كوطة الناجحين في البكالوريا،والذين نجد اغلبهم ضعيفي المستوي بحيث لن تتفاجئ من بعضهم في عدم مقدرته علي كتابة طلب خطي.
وبختام القول ان ما تسير عليه البكالوريا في الجزائر ليس بحافز تشجيعي علي وتيرة النهوض بالرقي العلمي الذي تنشطه سياسة التضخيم لكوطة الناجحين في البكالوريا،بل انما يستوجب علينا اليوم باصلاح ما يسمي" الاصلاح القديم" التي ما زالت اركانه تخيم علي المدارس الجزائرية،والا فاننا سنبقي نعاني من صواعق فشله سنوات اخر تجعلنا في اخر الترتيبات العالمية.
   يمكنكم الاطلاع علي المقال في جريدة "القدس العربي"
http://www.alquds.co.uk/?p=58451
 او يمكنكم الاطلاع علي المقال في جريدة "المواطن الجزائرية"




0 التعليقات: