13‏/07‏/2013

الاسلاميون و نكسة الماضي

JAN29




بقلم : حداد بلال

  يشهد التاريخ الحضاري للعالم الاسلامي انه اكثر مناطق العالم توترا، بزوال الدولة العثمانية الفاسحة لمجال الصليبي المتغلغل في اوساط العالم الاسلامي باسم العلمانية المروج لها من غالبية الغرب،المحتكرين لاوضاع المسلمين وصرعاتهم لاستخلافية الحكم،التي افرزت عنها حروب طائفية لعقود من الزمن بين مضمار التحزب والتكتل الاسلامي والتشكيلات المدنية اتخذت هي الاخري نسيبها من سلطة الحكم لعدة سنوات حيث باتت تحقن مساعي الاسلاميين دون وصولهم لسلطة متخبطة في نكسة الماضي التي اصبحت تلاحقها  في اي انتخابات مستقبلية اينما حلت.
فهم لم يمهدوا الطريق امام انفسهم ليصنعوا التاريخ،بل اصبحوا متمسكين بصلابتهم السياسية التي كثيرا ما ادخلتهم في دوامات فشل وانزلاقات في كثيرمن الانتخابات علي طريق ربيع عربي،افرز عنه اخيرا وصول الاسلاميين الي السلطة لكن هيهات من ايام اخري تلوح بمطالب تنحيتها واسقاطها لانها لم تستوعب دروس سنوات مضت، وراحت تلعب بمنهج التشدد .ذلك الذي دافع عنه احد علماء الاسلام ابن تيمية وتبعته اجتهادات محمد عبد الوهاب وهم اكبر شيوخ الاسلاميين تشددا في التاريخ ،ونفس الشئ الذي تمسك به اسلاميوا كل من مصر وتونس في دربهم فعجلت بذلك فرحتهم بربيعهم الي شوط اخر
ان المنعرج الذي سلكه الاسلاميون في دولهم لم يوحي باي جديد علا ما هو عليه الان ،ليصتدموا بين نكسة الماضي ووخزالمستقبل المفروض عليها تغير منهجها الذي دفنته عوامل ماضية تستدرجه الي الوراء كلما حاولت التقدم بخطوة نحو سياسة الحكم،التي يمكننا تسليط الضوء علي اسبابها كالتالي:
اولا :عدم اتفاق المسلمون علي راي واحد في عدة قضايا من بينها قواعد الشريعة الاسلامية كالقصاص مثلا فنجد بعض المسلمون في الدولة الواحدة تطبق حد القصاص واخري بين الرافضة لها فتبقي محفضة في جوانب اخري تري بليست واجبة بل هي من اولويات الخالق ولا يحق لنا فيها بل يجب معاقبته بطريقة اخري.
و ثانيا :ان بعض الاسلاميين نجدهم يضيقيون علي الحرية الفردية كاللباس مثلا، فيعتبرون ان خروج الفرد عن عاداته وتقاليده هو جريمة في حق الدين علي عكس البعض الاخر الذي يراه اسلوبا يعكس التحضر.
ثالثا :الشريحة الاسلامية لا تتمثل الا فئة قليلة من المجتمع فكانت معضم احكامها الفقهية المتشددة لم تلقي استجابة فعالة لانها اقتصرت علي جماعتهم    
ثم اخيرا القمع السياسي والعزلة الاعلامية المفروضة علي الاسلاميين التي حدت من نشاطاتهم بمنعها من الظهور بذريعة البرامج التي يقدمونها في قنواتهم مخالفة لبعض التيارات الاخري فلا تكاد تجد قنوات اسلامية في تلك الفترة الا فقط للتي تتفق مع ارائها.
بالرغم من التضيق والاخطاء التي ارتكبها الاسلاميون الي ان هذا لا يعني انهم لم يقوموا بانجزات يعود الفضل فيها اليهم،رغم حاجتهم الماسة الي نوع من الدعم والتجديد لاعادة النظر في افكارهم وخطاباتهم مثل التي جاء بها الاسلاميون المعتدلون او التائبون في منهجهم  علي حد قول بعضهم التي لاقت خطاباتهم قبولا وشعبية كبيرة لدي الشباب ومحل ثقة الراي العام الدولي الذي بدات مخاوفه من الاسلاميين في الزوال.

 يمكنكم الاطلاع علي المقال في جريدة "الشروق اليومي الجزائرية"

0 التعليقات: