06‏/09‏/2013

الغرب: ملاعبة النظام في سورية لا تغييره!

JAN29

 بقلم : حداد بلال
جريدة القدس العربي والمواطن الجزائرية
امام السيناريوهات المرتقبة من طرف امريكا لاجل تقليم اظافر النظام السوري اثر تجاوزه عبوة الكيماوي المزعومة، لا يخف عن كثير منا بان وصول الازمة السورية في عامها الثالث يحمل في طياتها الكثير من الاستفهامات التي جعلتها في كل مرة تتاخر في ايجاد حل سليم لها،ومن بينها اللغر المحير لخمول والتباطؤ الامريكي في التعامل بجدية تجاه تدهور القضية السورية برغم من التنددات الدولية المتعالية في المطالبة بالتدخل لمعالجتها.
بحيث يكون لمعني الخمول الامريكي في التقاعس لايجاد الحلول والاكتفاء بلعنة ضبط النفس وعقد الؤتمرات التي لا تسمن قرراتها ولا تغني من جوع، وان كنا نري حتى المبعوثين الذين عينتهم الامم المتحدة لا يحسنون ترجمة الوضع في سورية برغم من انها تسير الى الجحيم، الا ان بعضهم ما زال يتغني بضرورة الحل السياسي للازمة، فكل هذه اللوبيات هي من عمل الشيطنة الامريكية عليها من اجل استمرارية تأزم الوضع السوري،لا سيما وانها بذلك تقدم خدمة جلية وضمانة كافية للنظام السوري بالسماح له في الزيادة من بطشه للسوريين.
فان التأخر الامريكي في التعاطي بجدية مع الازمة يعتبر بمثابة هدية مفخخة بطريقة غير مباشرة، للاسد، اي انها منحت له خلال العقدين الفائتين الامان وثقافة الثقة في النفس وراحة البال في ان يلهوا كما يشاء دون ان تدخل هي لايقافه، بمعنى اخر فان بشار الاسد قد اكتسب في نفسه ثقة بان المساعي الامريكية لن تحاول ايقافه ما دامت روسيا والصين الى جانب ايران وحزب الله واقفة معه في ظل ضعف رد المعارضة السورية امام ثقل حجم الميليشيات التي يحتمي بها جيش النظام السوري.
فالخبرة الطويلة والثقة الزائدة في النفس هي سمات زرعتهما امريكا في الاسد، الذي مؤخرا ربما ذاق ذرعا بهذه الثورة واراد الاسراع في الانتهاء منها نهائيا باسلحة كيماوية نددت بها مرارا المعارضة السورية، في ظل ما كان يعتقده بان الجميع نيام بل ربما منشغلون باجواء الاخوان في مصر دون مبالات لما يحدث في سورية، والحل الاقرب للاسد هو الكيماوي لردع السوريين وطي صفحة الثورة السورية نهائيا.
وعند هذه النقطة بالذات، اوقع بشار الاسد نفسه في المصيدة التي مهدتها له امريكا،لان نتيجة ضعف المعارضة السورية في الرد على هذه الاسلحة الكيماوية للنظام السوري، سيدفع بالشعب السوري مجبرا ومكرها وان كام حلا لا مفر منه وهو طلب التدخل الاجنبي الغربي لاخراجهم من هذا الوضع،مثلما حدث في العراق وليبيا حينما وجد الشعبين نفسهما مقابل وابل الاسلحة الحية التي تتخطفهم بما دفعهم الى طلب المعاونة من الخارج،وهو بالضبط ما تريده امريكا.
من خلال هذا، فان امريكا ليست محتارة في كيفية توجيه الضربات العسكرية او في انتظار اشعار موافقة مجلس الامن لقيامها بالعملية، وانما كانت تنتظر اشارة مضطرة ومكره من الشعب السوري لها لكي تقوم بالتحرك، ما يفسر سبب تردد الامريكان واطالتهم في اتخاذ قرار التدخل عسكريا في سورية، مقارنة بالرأي البريطاني – الفرنسي المتسارع الى تنفيذ العملية، وهنا يتضح مدي توريط امريكا لنظام الاسد الذي سيمهد لها مستقبلا الدخول الى الاراضي السوري بنفس الحجة التي اقامتها في العراق وليبيا.

   يمكنكم الايطلاع علي المقال في جريدة "القدس العربي"
او  الايطلاع علي المقال في جريدة "المواطن" الجزائرية
بعنوان مغايروهو: هل ورطت امريكا نظام الاسد؟
جريدة القدس العربي
جريدة المواطن الجزائرية

0 التعليقات: