24‏/09‏/2014

روبرتاج : أسعار الكباش تلتهب·· ومواطنون مصمّمون على النحر

JAN29

تستعد العائلات الجزائرية بمختلف طبقاتها الميسورة  والمتوسطة والفقيرة للعمل على إحياء مناسبة (عيد الأضحى المبارك) كسائر الدول الإسلامية، وذلك اقتداء بسنة النبي (إبراهيم) عليه السلام، لكن في كل مرة تأتي فيها هذه المناسبة الكريمة إلا وتجد العائلات المعوزة نفسها أمام حرج ضيق نفقاتها بمقابل غلاء تسعيرة الأضاحي لاسيما في السنوات الأخيرة، أين عرفت أسواق بيع المواشي ارتفاعا ملحوظا تزامن هذه المرة مع افتتاح العام الدراسي كمناسبة أخرى صرفت لأجلها العائلات الجزائرية الكثير من أجل استيفاء أغراض أبنائها الدراسية·
في وقت اجتمعت فيه هاته الثنائية، كثر الحديث وتبادل التهم بين أصناف متعددة تؤرجح تعليلات متنوعة لأسباب ارتفاع ثمن بيع المواشي في الأسواق إلى فرضيات مختلفة منها ما يعود باتجاه (الموالين) الذين يحسنون استغلال عامل الدعاية المغرضة التي مناصها في كل مرة من كل عام هو الزعم بأن العيد القادم ستكون أسعاره مرتفعة أكثر من ذي قبل، فتتنامى هذه الدعاية لتصبح في يد الموالين سببا كافيا لتسهيل عملية غلائها، وهو ما أكده الكثير من المتتبعين لهذا المجال الذين يرون أن حجة غلاء (العلف) أو مايسمى بالمواد الاستهلاكية الخاصة بإطعام المواشي  ليست سببا كافيا لارتفاع ثمنها·
موالون يستغلون لهفة المواطن على الأضحية
جريدة التحرير

وغير بعيد من ذلك، لا نستبعد أيضا جانبا آخر لارتفاع أسعار المواشي التي وصلت إلى 60 الف دينار جزائري (ستة ملايين سنتيم) قبل العيد بأيام والسعر مرشح للارتفاع  طبعا مع العد التنازلي لاقتراب عيد الأضحى المبارك، وهو المشكل المتكرر   الذي  يندرج ضمن الدور السلبي للمواطن أي المستهلك شخصيا الذي يرضى باقتناء الأضاحي رغم غلائها، مايعني أنه يساهم بشكل غير مباشر في رفع تسعيرتها، بعكس ما تراه الشريعة الإسلامية في مثل هذه الحالة هو المقاطعة التي تبقى السبيل الوحيد للقضاء على هذه الزيادات العشوائية لأي منتوج غذائي، ما يدل أن عدم اكتراث المستهلك ولهفته الشديدة لاقتناء أضحية العيد دون التمعن في أحوال ما يسببه هذا الغلاء، فهو سبب آخر كفيل لأن يوقع بالمواطن كمستهلك في شباك المساهمة في رفع أسعار هذه المواشي· 
جريدة المواطن
                                               
رقابة أسعار المواشي في خبر كان
أما في سياق آخر، تعود أسبابها حسب البعض إلى غفلة وعدم احترام (السلطات المحلية) القوانين المنصوص عليها في فرض الرقابة اللصيقة على أسواق بيع المواشي لمنع التلاعبات (البزنسة) بهذه التجارة، ومن خلال كل ما سبق، يبقى السؤال المطروح الذي ينتظر الإجابة من طرف المعنيين يدور حول من هو المتسبب الحقيقي وراء ارتفاع الأسعار في أسواق بيع المواشي أمام جشع الموالين وتصميم المواطنين وانعدام الرقابة على أسعار المواشي؟ 
بلال حداد
لرؤية المقال من مصدره الاصلي :