بقلم : حداد بلال
مصر على فوهة بركان.. مصرالحرب الاهلية.. مصر تغرق قي حمام الدم. للاسف كانت هذه اولى عناوين الصحف العربية والعالمية لهذا الاسبوع الذي تزامن فيه خروج عدة مظاهرات في عواصم عربية منددة بما تم وصفه بالمجازر، مما قيل يتضح لنا بان التفويض الشعبي لما يسمونه بالقضاء على الارهاب والذي طالما افتخر به ‘السيسي’ وجماعته الانقلابيون ليس الا خرابا وهدما لمبادئ الانسانية بما تلفضت به من فتن وتحريضات اكثر منها التي كانت في زمن مبارك.
واما في الاتجاه المعاكس من المظاهرات التي احتضنتها رابعة العدوية التي قد اتسمت والتصقت بها رمزية الصمود والتوحيد، مذهلة بذلك عيون العالم بما افرزته من شعارات سلمية وتنظيمات حزبية وطلابية مشاركة بشكل منظم مدعمة باغاني السلمية ومنددة بحكم العسكر، اضافة الى اقامة مشاريع زواج جماعية وحدة صفوفهم اكثر من ذي قبل، كما حتى الاطفال كان لهم شأن فيها، مما جعل من رمزية العدوية اكثر حضارة ربما لن نجدها حتى في اشرف الاعتصامات والمظاهرات الغربية.
فلا شك ان رمزية العدوية كانت شوكة في حلق السيسي الذي ذاق ذرعا بشعاراتها وسلميتها، وان كان قد حاول اخفاء ذلك في بداية الاملر، لكن امره انكشف حين قال هو ووزير الداخلية للحكومة ‘البيلاوي’ المؤقتة بانه سيتم فض اعتصام رابعة العدوية بالتدريج للخروج باقل عدد ممكن من الاضرار والخسائر، بدءا بالترهيب بقطع الكهرباء والماء وغيرها من الامور التي ستدفع منهم الى الخروج عن اعتصامهم، لكن لم نلبث سوى دقائق معدودة من ذلك القرار حتى بدأنا نلمح حربا قوامها الرصاص الحي والخرطوش تستقبل اجساد المتظاهريين مسجلة بذلك ارتفاعا جنونيا في بورصة عدد الجرح والقتلي، التي حتى امريكا وما ادراك ما شيطنتها تفاجئة بسرعة نقض الوعد القاضي بفض الاعتصام بامهر الطرق السلمية التي زادت من حدة الاستنكار الدولي لها.
وما اشبه المشكلة التي ورطت فيها قوات الامن نفسها بجهلها ضد المتظاهرين بالمحرقة، عندما نشاهد مشاهد مخزية من حرق الجثث والتنكيل بها الى دحض اقدس المقدسات وهي المساجد التي لم تسلم هي الاخرى فلا تكاد تخلو من رائحة القتلة، اضافة الى كنائس احرقت ومنشآت دمرت عن اخرها، ناهيك عن الاسلحة الموزعة على البلطجية لقتل اخوانهم المسلمين، مشاهد قد لا نلحضها حتى عند النازيين انذاك دون نسيان الكر والفر الذي لحق الصحافيين الذين اتوا من انحاء العالم لتغطية الاحداث الدامية في مصر، فما يدلنا من كل ذلك على ان اختيار السيسي للحل الامني هو اختيار جنوني لم يستطع اخماد الفوضى بل قضى على اخضرها ويابسها ورفع من حدة غضبها التي قد تدفعها مجبرة الى استعمال لغة السلاح.
وان كان كان السيسي قد لجأ الى سياسة التعتيم والتضليل وبعث الفتن بعيدا عن التعقل، فان لرمزية مظاهرات رابعة العدوية بالمرصاد له بعد نكسها واسترهافها قلوب الكثيرين الذين كانوا مع السيسي في السابق وولجوا في صفها منذ اللحظة، ومن بينهم ‘البرادعي’ الذي انشق عن الحكومة المؤقة والذي كان يعول عليه الكثير من طرف الانقلابين ثم تبعه بعد ذلك رفقه ‘خالد داوود’، ما يبن بداية الانشقاق في صفوف جماعة الانقلاب الذين سيكون محلهم الزوال بمحاكمة عسيرة في انتظارهم جراء هذه المجازر التي ستخرج منها رابعة العدوية منتصرة.
يمكنكم الايطلاع علي المقال في جريدة "القدس العربي"
مصر على فوهة بركان.. مصرالحرب الاهلية.. مصر تغرق قي حمام الدم. للاسف كانت هذه اولى عناوين الصحف العربية والعالمية لهذا الاسبوع الذي تزامن فيه خروج عدة مظاهرات في عواصم عربية منددة بما تم وصفه بالمجازر، مما قيل يتضح لنا بان التفويض الشعبي لما يسمونه بالقضاء على الارهاب والذي طالما افتخر به ‘السيسي’ وجماعته الانقلابيون ليس الا خرابا وهدما لمبادئ الانسانية بما تلفضت به من فتن وتحريضات اكثر منها التي كانت في زمن مبارك.
واما في الاتجاه المعاكس من المظاهرات التي احتضنتها رابعة العدوية التي قد اتسمت والتصقت بها رمزية الصمود والتوحيد، مذهلة بذلك عيون العالم بما افرزته من شعارات سلمية وتنظيمات حزبية وطلابية مشاركة بشكل منظم مدعمة باغاني السلمية ومنددة بحكم العسكر، اضافة الى اقامة مشاريع زواج جماعية وحدة صفوفهم اكثر من ذي قبل، كما حتى الاطفال كان لهم شأن فيها، مما جعل من رمزية العدوية اكثر حضارة ربما لن نجدها حتى في اشرف الاعتصامات والمظاهرات الغربية.
فلا شك ان رمزية العدوية كانت شوكة في حلق السيسي الذي ذاق ذرعا بشعاراتها وسلميتها، وان كان قد حاول اخفاء ذلك في بداية الاملر، لكن امره انكشف حين قال هو ووزير الداخلية للحكومة ‘البيلاوي’ المؤقتة بانه سيتم فض اعتصام رابعة العدوية بالتدريج للخروج باقل عدد ممكن من الاضرار والخسائر، بدءا بالترهيب بقطع الكهرباء والماء وغيرها من الامور التي ستدفع منهم الى الخروج عن اعتصامهم، لكن لم نلبث سوى دقائق معدودة من ذلك القرار حتى بدأنا نلمح حربا قوامها الرصاص الحي والخرطوش تستقبل اجساد المتظاهريين مسجلة بذلك ارتفاعا جنونيا في بورصة عدد الجرح والقتلي، التي حتى امريكا وما ادراك ما شيطنتها تفاجئة بسرعة نقض الوعد القاضي بفض الاعتصام بامهر الطرق السلمية التي زادت من حدة الاستنكار الدولي لها.
وما اشبه المشكلة التي ورطت فيها قوات الامن نفسها بجهلها ضد المتظاهرين بالمحرقة، عندما نشاهد مشاهد مخزية من حرق الجثث والتنكيل بها الى دحض اقدس المقدسات وهي المساجد التي لم تسلم هي الاخرى فلا تكاد تخلو من رائحة القتلة، اضافة الى كنائس احرقت ومنشآت دمرت عن اخرها، ناهيك عن الاسلحة الموزعة على البلطجية لقتل اخوانهم المسلمين، مشاهد قد لا نلحضها حتى عند النازيين انذاك دون نسيان الكر والفر الذي لحق الصحافيين الذين اتوا من انحاء العالم لتغطية الاحداث الدامية في مصر، فما يدلنا من كل ذلك على ان اختيار السيسي للحل الامني هو اختيار جنوني لم يستطع اخماد الفوضى بل قضى على اخضرها ويابسها ورفع من حدة غضبها التي قد تدفعها مجبرة الى استعمال لغة السلاح.
وان كان كان السيسي قد لجأ الى سياسة التعتيم والتضليل وبعث الفتن بعيدا عن التعقل، فان لرمزية مظاهرات رابعة العدوية بالمرصاد له بعد نكسها واسترهافها قلوب الكثيرين الذين كانوا مع السيسي في السابق وولجوا في صفها منذ اللحظة، ومن بينهم ‘البرادعي’ الذي انشق عن الحكومة المؤقة والذي كان يعول عليه الكثير من طرف الانقلابين ثم تبعه بعد ذلك رفقه ‘خالد داوود’، ما يبن بداية الانشقاق في صفوف جماعة الانقلاب الذين سيكون محلهم الزوال بمحاكمة عسيرة في انتظارهم جراء هذه المجازر التي ستخرج منها رابعة العدوية منتصرة.
يمكنكم الايطلاع علي المقال في جريدة "القدس العربي"
0 التعليقات:
إرسال تعليق