بقلم : حداد بلال
مع احتدام الحرب في سوريا و توسعها
لتشمل حد استخدام المفاعل الغازي للسموم الكماوية التي اعلن في طيها الغرب مرحلة
التدخل العسكري في سوريا،مع تزامن ذلك،كانت قبيلها العشرات من العناصر الجهادية من
مختلف الطوائف العربية قد التحقت بالثورة السورية ما شكل من هذه الاخيرة جزءا اخر من
ساحة القلاقل الجهادية للحركات العالمية،التي قد يتزلزل ثقلها من باكستان
وافغانستان بتجاه الشرق الاوسط بدءا من دمشق الان.
و في نفس السياق،جعل الاسد نفسه من خلال الازمة السورية هدفا
مثاليا للجبهات الجهادية المختلفة التي اظهرت استعدادها لالتحاق بصفوة الجيش السوري
الحر من دول عربية كثيرة منها السعودية والسودان وليبيا و اليمن وتونس هذه الاخيرة
التي كثرة عنها الاقاويل و الشائعات بشان انتقال شبات من تونس الي سوريا قصد
الجهاد،برغم من نفي الحكومة التونسية لذلك،اضافة الي وجود تقارير تبين ايضا مشاركة
"كويتين"القتال مع الجيش الحر في الاراضي السورية،ناهيك عن تواجد
مجاهدين تابعين لحزب الله من لبنان واخرون متدربون قادمون من ايران وثلة متبقية من
جهادي الشعوب العربية الذين تسللوا عبر الحدود الاردنية،مما يدل علي ان هناك بداية
في التناوب العربي الجهادي المنتقل الي الاراضي السورية،لاسيما ان تاكد امر اجراء
التدخل العسكري الغربي في سوريا الذي يتنظر تاشيرته من مجلس الامن لبدا عمله، ما
سيدفع بالجبهات الجهادية الي التوافد لمناهضة هذا التدخل الذي يعتبرنه استعمارا في
حق سوريا والسوريين كان قد تورط فيه الاسد.
انقر علي الصورة لتكبيرها |
اما في الضفة الاخري من الجانب الغربي
الليبرالي،فان التقارير تشير الا ان عدد الجهاديين المتواجدين في الاراضي السورية
قد يفوق عددهم في المعارك الدائرة بالعراق وافغانستان والصومال و اليمن،لكن هذه
المرة لا يتوقف فقط علي انضمام الطوائف الجهادية العربية بل تعداه ليشمل وجود
مجاهديين من الدول الغربية كالدنمارك و النمسا وبلجيكا و ايطاليا وغير من الدول
الاوربية الذين تخطو الحدود السورية عبر تركيا بحيث اثيرة حولهم المخاوف من تمكن
القاعدة الارهابية للوصول اليهم واستغلالهم في اعمال ارهابية عند عودتهم الي
بلدانهم الاروبية.
وعلاوة دون ذلك،قبل الاقدام علي تجنيد
العنصر البشري من المجاهدين المتواجديين بسوريا حسب ما اودرته بعض المصادركان عن
طريق الانترنت،هناك الامداد والدعم المالي عبر عمليات جمع التبرعات والزكاة وفتح
حسابات خاصة لدعم الثورة السورية في دول الخليج من قبل جهات رسمية،وفضلا عن
ذلك،هناك مخاوف ايضا من قيام النظام السوري بعمليات مضادة قصد تشيتت وخلط هؤلاء
الجهادين من خلال نشر ما يسمي بحرب العصابات في وسط الاحياء و المدن،وهو ما قد
يؤدي الي عدم معرفة الجهاديين العرب للمجتمع السوري و خاصة الاطراف الراديكالية
التابعة للجبهة الغربية التي ستطال عليهم هذه الحيلة بسهولة وسيستفد منها النظام
السوري بجعلهم يظهرون علي انهم ارهابيون منتمون الي اقران القاعدة.
هذه القلاقل الجهادية في سورية،لم
يعلم لحد الان عن الادوار التي ستلعبها في الحرب السورية بعد تلقيناها تدريبات
وخبرات عسكرية ،اما ان تنحاز بها ضد النظام السوري او تقف معه ضد اي تدخل اجنبي
غربي،والتساؤل يبقي مطروح عنما ستقدم عليه الفئات بعد انتهاء الحرب في سوريا؟ ومن
سيتحمل تعوض عائلات هؤلاء المجاهدون الذين قتلوا؟،اسئلة كثيرة مازلت تربك خاصة
العواصم الغربية بما ستعود عليها تلك القلاقل من اخطار تمس داخلها و مصالحها في
الخرج.
يمكنكم الايطلاع علي المقال في جريدة "المواطن" الجزائرية
0 التعليقات:
إرسال تعليق