بقلم : حداد بلال
نشد بايادينا على قلوبنا عندما نرى الشعب السوري مخيرا للاسف بين موتين دموي او بطيء بغازات وسموم الكيماوي الذي فتح من جديد نشوة من هو المسؤول عن تفاقم الوضع في سورية بين اطراف مؤيدي النظام ومؤيدي جانب المعارضة الذين تبادل محور التهم في ما بينهما، وعلى غرار ذلك نجد من التيار الخارجي ما يريده الا محاولة استنساخ ورقة ‘الكيماوي’ في ســـورية بالـــنووي واسلحة الدمار الشامل التي اتت اكــلها في العـــراق وليبيا بملعقة امريكية.
وفيما يخص مؤخرا القرار السامح للهيئات الاممية من طرف نظام الاسد بفتح تحقيق جراء حرب ‘الكيماوي’ التي اتت سقيعها على سورية، فان هذا الموضوع يحمل في طياته الكثير من التأويلات يمكن ذكرها في انه قد يكون النظام الحالي لبشار بريئا منها وهو واثق من براءته التامة التي ستكون ربما المفاجأة التي توعد بها نظام الاسد لكل من يريد التدخل في الشأن السوري وهو ما لم يفهمه الجميع، واما ان يكون النظام متورطا فيها بعد ان اعدد عدته لمثل هذه المجريات التحقيقية التي طالت فيها الازمة السورية عقدين من الزمن، جعلت من النظام يزداد ثقة بنفسه اكثر من السابق، خاصة اذ ان الاحداث الاخيرة لمصر غطت عليه غفلة عيون العالم عنه، مما مهد له ترتيب كل الامور التي تؤهله في المضي قدما في مخططه.
واما بشأن اكبر الحلفاء للاسد وهي روسيا فان ثبوت تواجد استخدام الكيماوي بأيدي النظام يعتبر بمثابة قنبلة موقوتة تقلل من هيبة روسيا دوليا، خصوصا مخاوفها من اجراء التحقيق بشأن الكيماوي السوري، الذي قد يكشف عنها النقاب لا سيما ان ثبت توجيه
استخدامه لقتل ابرياء سورية فعندها ستكون اكبر نكسة لروسيا من جهة خيانة بشار لها، ومن جهة اخر الاحراج الذي سيجلبه لها ايضا التدخل العسكري نتيجة ما سيتبعه انتشار اسلحة روسية الصنع مستقبلا في المنطقة ككل قد توزع من طرف نظام الاسد، مثلما حدث في ليبيا والساحل الافريقي، مما قد يمهد الوضع لافغنة سورية، ان وقع السلاح بيد القاعدة الارهابية بعد ان تعج المنطقة بقدر كبير من ترسانة الاسلحاتية الروسية التي ستوجه لها التهمة الرئيسية في سبب ما يحدث في المنطقة.
وعلي غرار ذلك نرى اللهفة الاخيرة لامريكا قد بدأت في اعداد الحراك نحو الولوج في خطة التدخل العسكري ان صدق استعمال الكيماوي ضد السوريين، ولكن هل هذه المرة امريكا جادة حقا في قرار التأهب للتدخل العسكري ام هو مجرد تهويل تريد به خلط بعض الاوراق في سورية بعد هدنة ما يعرف عند الامريكان بسياسة ضبط النفس منذ عامين من بداية الازمة في سورية، وان ليست بمقدورها الان المغامرة في سورية، كما فعلت فعلتها في العراق وليبيا، خصوصا وانها تعلم بان معركتها هذه ستجرها الى حرب كيماوية لن تستطيع تحمل نتائجها، لان النظام السوري ليس وحيدا بل برفقته ايران وبرنامجها النووي الى جانب خبرة حزب الله في الرد على مثل هذه المعارك، فان امريكا كذلك ليست مستعدة للدخول في حرب خاسرة وان كانت مخاوفها بالدرجة الاولى هي مصالح اسرائيل التي توعد فيها بشار الاسد لاكثر من مرة بضربها ان شهدت بلاده اي تدخل اجنبي.
وقد سبقها في ذلك، كل من بريطانيا وفرنسا اللتان كانتا الاكثر اشتياقا واصرارا للدخول في لعبة التدخل العسكر باسم ‘الكيماوي’ مقارنة بالتردد الامريكي الذي يلاقي ضغوطات من اجل التحرك العسكري تجاه الوضع في سورية، خاصة من جهة بريطانيا وفرنسا بنفس الروتين الذي شكلتاه في ليبيا بمحاولتهما الان افغنة الوضع في سورية، علما ان كلا من بريطانيا وفرنسا لا تقدمان خدماتهما بالمجان مثلما حدث في ليبيا، فهما لم تتحركا للتدخل الا بعد ان ضمنتا جزءا من النفط الليبي.
وفي ختام القول، ان الثبات الاخير لحرب ‘الكيماوي’ في سورية قد دخلت مرحلتها الحساسة، خاصة بعد انقضاء مهلة جس النبض التي دامت عقدين من الزمن بين اصدقاء واصدقاء سورية الاعداء من ثمة بلورة الوضع الذي اصبح اخطر من ذي قبل في حرب متعددة الاحتمالات والسيناريوهات.
يمكنكم الايطلاع علي المقال في جريدة "القدس العربي"
نشد بايادينا على قلوبنا عندما نرى الشعب السوري مخيرا للاسف بين موتين دموي او بطيء بغازات وسموم الكيماوي الذي فتح من جديد نشوة من هو المسؤول عن تفاقم الوضع في سورية بين اطراف مؤيدي النظام ومؤيدي جانب المعارضة الذين تبادل محور التهم في ما بينهما، وعلى غرار ذلك نجد من التيار الخارجي ما يريده الا محاولة استنساخ ورقة ‘الكيماوي’ في ســـورية بالـــنووي واسلحة الدمار الشامل التي اتت اكــلها في العـــراق وليبيا بملعقة امريكية.
وفيما يخص مؤخرا القرار السامح للهيئات الاممية من طرف نظام الاسد بفتح تحقيق جراء حرب ‘الكيماوي’ التي اتت سقيعها على سورية، فان هذا الموضوع يحمل في طياته الكثير من التأويلات يمكن ذكرها في انه قد يكون النظام الحالي لبشار بريئا منها وهو واثق من براءته التامة التي ستكون ربما المفاجأة التي توعد بها نظام الاسد لكل من يريد التدخل في الشأن السوري وهو ما لم يفهمه الجميع، واما ان يكون النظام متورطا فيها بعد ان اعدد عدته لمثل هذه المجريات التحقيقية التي طالت فيها الازمة السورية عقدين من الزمن، جعلت من النظام يزداد ثقة بنفسه اكثر من السابق، خاصة اذ ان الاحداث الاخيرة لمصر غطت عليه غفلة عيون العالم عنه، مما مهد له ترتيب كل الامور التي تؤهله في المضي قدما في مخططه.
واما بشأن اكبر الحلفاء للاسد وهي روسيا فان ثبوت تواجد استخدام الكيماوي بأيدي النظام يعتبر بمثابة قنبلة موقوتة تقلل من هيبة روسيا دوليا، خصوصا مخاوفها من اجراء التحقيق بشأن الكيماوي السوري، الذي قد يكشف عنها النقاب لا سيما ان ثبت توجيه
استخدامه لقتل ابرياء سورية فعندها ستكون اكبر نكسة لروسيا من جهة خيانة بشار لها، ومن جهة اخر الاحراج الذي سيجلبه لها ايضا التدخل العسكري نتيجة ما سيتبعه انتشار اسلحة روسية الصنع مستقبلا في المنطقة ككل قد توزع من طرف نظام الاسد، مثلما حدث في ليبيا والساحل الافريقي، مما قد يمهد الوضع لافغنة سورية، ان وقع السلاح بيد القاعدة الارهابية بعد ان تعج المنطقة بقدر كبير من ترسانة الاسلحاتية الروسية التي ستوجه لها التهمة الرئيسية في سبب ما يحدث في المنطقة.
وعلي غرار ذلك نرى اللهفة الاخيرة لامريكا قد بدأت في اعداد الحراك نحو الولوج في خطة التدخل العسكري ان صدق استعمال الكيماوي ضد السوريين، ولكن هل هذه المرة امريكا جادة حقا في قرار التأهب للتدخل العسكري ام هو مجرد تهويل تريد به خلط بعض الاوراق في سورية بعد هدنة ما يعرف عند الامريكان بسياسة ضبط النفس منذ عامين من بداية الازمة في سورية، وان ليست بمقدورها الان المغامرة في سورية، كما فعلت فعلتها في العراق وليبيا، خصوصا وانها تعلم بان معركتها هذه ستجرها الى حرب كيماوية لن تستطيع تحمل نتائجها، لان النظام السوري ليس وحيدا بل برفقته ايران وبرنامجها النووي الى جانب خبرة حزب الله في الرد على مثل هذه المعارك، فان امريكا كذلك ليست مستعدة للدخول في حرب خاسرة وان كانت مخاوفها بالدرجة الاولى هي مصالح اسرائيل التي توعد فيها بشار الاسد لاكثر من مرة بضربها ان شهدت بلاده اي تدخل اجنبي.
وقد سبقها في ذلك، كل من بريطانيا وفرنسا اللتان كانتا الاكثر اشتياقا واصرارا للدخول في لعبة التدخل العسكر باسم ‘الكيماوي’ مقارنة بالتردد الامريكي الذي يلاقي ضغوطات من اجل التحرك العسكري تجاه الوضع في سورية، خاصة من جهة بريطانيا وفرنسا بنفس الروتين الذي شكلتاه في ليبيا بمحاولتهما الان افغنة الوضع في سورية، علما ان كلا من بريطانيا وفرنسا لا تقدمان خدماتهما بالمجان مثلما حدث في ليبيا، فهما لم تتحركا للتدخل الا بعد ان ضمنتا جزءا من النفط الليبي.
وفي ختام القول، ان الثبات الاخير لحرب ‘الكيماوي’ في سورية قد دخلت مرحلتها الحساسة، خاصة بعد انقضاء مهلة جس النبض التي دامت عقدين من الزمن بين اصدقاء واصدقاء سورية الاعداء من ثمة بلورة الوضع الذي اصبح اخطر من ذي قبل في حرب متعددة الاحتمالات والسيناريوهات.
يمكنكم الايطلاع علي المقال في جريدة "القدس العربي"
انقر علي الصورة لتكبيرها |
0 التعليقات:
إرسال تعليق