16‏/02‏/2014

هل سيجرا "هولاند" بالاعتذار للجزائر؟‎‎‎‎

JAN29



مجلة القلم الالكتروني
تتداول في هذه الايام معظم الصحف الفرنسية بكثب تصريحات "فرانسوا هولاند" الساخرة الاستفزازية، حول الوضع الامني بالجزائر،مبرزتا في نفس الوقت عن كيفية الصيغة التي سياتي بها الرئيس الفرنسي ازاء تاسفه عما صدر عنه بهذا الشان تجاه الشعب الجزائري،الذي حسب المفاهيم الاعلامية الفرنسية لم يكن القصد منه المساس بكرامة هذا الشعب وانما دراية من هولاند المتزعمة عن سوء الوضع الامني في الجزائر.

وكان هولاند في اول كلمة استهل بها بدايته الافتتاحية لحفل استقبال بقصر الرئاسة الفرنسية بمناسبة الذكري 70 لتاسيس مجلس ممثلي المؤسسات اليهودية بفرنسا،ممازحا وزير داخليته العائد من ارض الجزائر،قائلا :"اظن انه سيغادر نحو الجزائر،بل عاد منها سالما معافي"،لينفجر عامة الحاضريين بقصر الاليزية ضحكا عنما صرح به.
وهو الامر الذي اثار سخط الجزائريين،الذين لم يتوانوا لحظة في رفع مطالب الالحاح برد الاعتبار والاعتذار لكرامتهم ،مما دفع بحالة تاهب قصوي في بيان الرئاسة الفرنسية التي سارعت به في الاتصال بالحكومة الجزائرية،لمحاولة تهدئة الوضع نتيجة هفاوة الرئيس الفرنسي حسب تقدير بعص المصادر الاعلامية الفرنسية،دون ان يكون لها اي تقديم واضح لاعتذار رسمي من طرفها.

والاجدر بالذكر قبل ان نتحدث عن اي اعتذار رسمي،وكما هو معلوم عبر التاريخ،بان فرنسا ولا مرة في حياتها لم تجرا  عن تقديم اي اعتذارلها ازاء جرائيمها الوحشية ضد شعوب الدول المستعمرة،خاصة منها دول شمال افريقيا،فما ادراك اليوم لو كان الامر يتعلق بتصريح ساخر،فهل يعقل علي اثر هذا ان تحدث فرنسا المفاجاة وتعتذر؟،طبعا فالجواب واضح وضوح الشمش لا يمكن اغطائه بغربال المرواغات المشؤومة،لان زيارة فرانسوا هولاند خير دليل علي ذلك عبر مناط تحديه بكل قبح واشمئزاز عن مجيئه لمجرد توضيح بعض الامور لا اكثر وليس كما يعتقد الكل بشان الاعتذار.

ومن اهم الميكانزمات التي قد تدفع ،وتكون سببا في اعتذار هولاند او تاسفه عما بدر منه،وهو بكل بساطة ثقل موععة الجزائر في الساحل الافريقي الذي تعول عليها فرنسا مستقبلا في احتوائها كشريك علي ضف الشرعية القائمة بمخططتها السائدة في المنطقة،لاسيما وان الجزائر تحضي بمكانة مرموقة دوليا تسعي لاحتضانها ليس فقط سياسيا بل حتي اقتصاديا ونحن نعلم ماتعاني منه فرنسا من ازمات اقتصادية كادحة،خصوصا ان الجزائر تعد السوق رقم واحد لصرف منتجاتها وهو مايبرر مخاوف ردود الرئاسة الفرنسية.

وان كان في الاغلب تلك مايسميه البعض بمناورة الاعتذار او خيار قرار التاسف تجاه تصريحات هولاند غير اللابقة الاخيرة بشان الوضع الامني في الجزائر،فان ذلك ليس بمخاوف فرنسا من ردود الفعلية للحكومة الجزائرية بل من الردود الشعبية التي ابدت امتخاضها لها عبر مواقع اتواصل الاجتماعي، وهو الامر الذي يفسر ايمكانية رد الاعتذارالمفاجئ لهولاند لكل الجزائرين،فيما يخص سحب تصريحه الاخير فقط،دون ان نخفي مدي التزام الحكومة الجزائرية بسياسة "الصمت" الذي اصبح الكثير من الاطراف الاجنبية تستغله لتشويه سمعة الجزائر والجزائريين.

فحتي لو كانت تصريحات "هولاند" مجرد نزوة عابرة علي سبيل الفكاهة فقط ،فهذا لا يمنعنا من القول حسب اغلبية العارفيين بشكليات خبايا السياسة،علي ان ما تمحله هذه التصريحات من مدلولات لها صلة كلية بالمساس بكرامة والتدخل العلني بطريقة غير مباشرة في الشان الداخلي الجزائري.
يكتبها لكم : حداد بلال 
في مجلة القلم الالكتروني

0 التعليقات: