13‏/01‏/2014

المؤامرة الامريكية المفضوحة!

JAN29

  بقلم : حداد بلال
صحيفة القدس العربي
كشفت بعض التقارير الواردة مؤخرا في عناوين مختلف الصحف العالمية، عن خبر مفاده بأن الخطة التي اتى بها المبعوث الامريكي ‘كيري’ من اجل إرساء اتفاق نبض اعادة روح مفاوضات الســــلام بين الفلسطينيين واسرائيل كانت غير متوقعة، بعد ان افصــــح ‘كيري’ عن فكرة تقسيم الاراضي الفلسطينية التي ستــــكون فيها جهة القدس الشرقية تحت قيادة الراية السعودية والاردنية مشتركتين معا في اشرافهما على هذه المنطقة، ليستكمل خطته بنقطة ســــوداء عبرت عنها كل من كندا واستراليا بفتح اراضيهما على المهاجرين الفلسطينيين، بل وحتى منحهم جنسياتهما، وهو ما سيجعل من ذلك البنية السكانية الصهيونية اكثر كثافة من الناحية السكانية الفلسطينية، وهذا سيحول بالتالي كلمة قرار تسيير الشؤون الداخلية والخــــارجية الفلســطينية في الاخير الى الايادي الاسرائيلية بحجة التفوق الديمغرافي الكبير لليهود.
ويرجح هذا القرار الامريكي الى مدى اتضاح ملامح الشرق الاوسط الجديد التي تكلم عنها ‘كيري’ بالاخص في الكثير من مخرجاته، وان ما يمكن قوله بشأن هذه الخطة، فهي قد نزلت كالصاعقة وخيبة امل ابناء فلسطين بعكس ما كان متوقعا في ايجاد مفاوضات اكثر جدية، واعتبرت ذلك الحكومة الصهيونية حسب زعمها بأن هذه الخطة تخدم الفلسطينيين اكثر من الاسرائيليين.
وان كانت مسببات هذا القرار تعود بكل صراحة الى انكماش حركة حماس التي بدأت فعاليتها في الذبلان، بعد ان فقدت دعم اهم شركائها مثل ايران التي تغيرت وصارت من اكبر اصدقاء الامريكان في الشرق الاسط، واما تركيا كثاني حليف لها فهي تعاني من ازمة الفساد و الانهيار الاقتصادي الذي شاع لأمد طويل تخشى فقدانه الان، وان كان قبل ذلك قد تم اضعاف حركة حماس من قبل واتهامها بالتعامل مع الاخوان المسلمين بمصر مما جعل الكثير من الدول ترفض التعامل معها وهذا شكل نكسة كبيرة لهذه الاخيرة التي تعتبر من اكبر الجبهات المناضلة في وجه اسرائيل في فلسطين، وانما يمكن القول عنه بان امريكا نجحت عبر استخباراتها وفتنها في محاولة حشر حركة حماس في الزاوية حتى تمهد لاسرائيل الطريق لعملياتها الاستغلالية، والمصيبة الاكبر ان سياسات الدول العربية لا زالت صامتة ازاء التلاعبات الدولية بالقضية الفلسطينية.
وفي نفس السياق،ان ما يمكن ان تحمله هذه الخطة في طياتها من رسم معالم تقيم الاراضي الفلسطينية وفق اطر تناسب اسرائيل زيادة عن ما قد نجر من انسلاخ وذوبان المعابد الدينية الاسلامية والمعتقدات التي كانت لدى الفلسطينيين بالحضارة اليهودية، اضافة الى محاولات تجنيس المهاجرين بجنسيات غربية تريد عبرها انساءهم هويتهم وشخصيتهم الفلسطينية مثلما قامت مؤخرا كل من استراليا وكندا بفتح ابوابهما للفلسطينيين المهاجرين من اجل تجنيسهم وهو الامر الذي يستوجب به التحرك العربي لايقافه وابطال هذه الخطة نهائيا التي باتت امريكا تهيئ لها، مستغلة في نفس الوقت الازمة المالية التي تمر بها فلسطين لتمارس ضغوطا على حكومتها من اجل قبول هذه الخطة اللئيمة.
وبمختصر الكلام، ان طول هذه المفاوضات والخطط وعدم نجاحها في افشاء السلام من ناحية الفلسطينيين والاسرائيليين هو انما هو خير دليل على ان هناك مؤامرة امريكية مفضوحة، بمظلات عربية، تحاك وراء الفلسطينيين المراد منها ليس فقط تقسيم الاراضي الفلسطينية واعطاء الجزء الاكبر لإسرئيل عبر الاستيطان وانما وصل التفكير الى محاولة ايجاد كيفية افقاد الفلسطينيين هويتهم وادماجهم في مجتمعات غير مجتمعاتهم قصد تمكين اسرائيل من انشاء دولة خاصة بها لا يكون للفلسطينيين حصة فيها.
  يمكنكم الايطلاع علي المقال ايضا في جريدة "القدس العربي"
 

0 التعليقات: