كثر الحديث في هذه
الأيام عن عمليات تنظيم داعش الإرهابية الدموية التي كشفت عنها مختلف
وسائل الإعلام العالمية ،من مشاهد لا نكاد نراه سوي في الأفلام
الهوليودية،بطريقة أو بأخرى ،جاءت هذه التركيبات الجرائمية المتتالية
لتنظيم طالما اعتبر نفسه ،على أنه المعيار الحقيقي لما يسمي بالدولة
الإسلامية ،وهو بعكس تيار ذلك،ولا حتي شبيها بدولة القانون.
جريدة أخر ساعة |
حادثة
"شارلي" الأخيرة التي أعلن في صداه تنظيم داعش تبنيه القيام
بهذه العملية الإرهابية من موقع الصحيفة المتواجد بباريس،ثم من بعد
ذلك،تلتها
مرحلة إعدام الطيارالأردني معاذ الكساسبة و الياباني الصحافي كينجي غوتو
،فإنما يعود جانب المظهر وطريقة ارتكاب هذه العمليات بتقنيات احترافية،لم
تترك
خلفها أي بصيص من أثار الكشف عنمن يدعم تحركاتها أو يمولها بشكل رسمي،لكن
بمجرد تتبع
مستندات أي نوع من الإستهدافات التي قامت بها هذه الجبهة المنظوماتية
،يمكننا التعرف على رؤية واضحة لأهم الأطراف التي تناور من أجلها
"داعش"،الا وهي كل من أمريكا و اسرائيل،بقراءة بسيطة نتبين من خلالها
أن هذه العمليات الإرهابية لم تستهدف لا ايران ولا حزب الله إلى جانب دولة
روسيا،أي أنها مست فقط الدول الداعمة فقط للثوار سوريا ضد الأسد ،في اشارة
واضحة لتوجيه اصابع الإتهام لدول المساندة لبشار الأسد.
لكن
الشئ المحير لأكثر من ذلك،عندما نجد نظام البنتاغون الأمريكي يتحدث مع
حلفائه في الشرق الأوسط عن تنظيم داعش الذي أصبح خطرا إقليميا يهدد
المنطقة،كنوع لإبعاد الشبهة عنه من تورطه مع هذا التنظيم الممارس لهذه
العمليات الإرهابية، ونحن ندرك من هذا الموقف،كيف لأمريكا التي استطاعت
بأبز عمليات التجسس على الماكينات الألمانية وضد صدقتها في العدوان
بريطانيا العظمي،أن تقف عاجزة اليوم دون تحدد مسار هذه الوحدات الإرهابية،
رغم ما تمتلكه من اقمار صناعية وتكنولجيات حديثة بامكانها تحديد أي موقع
سطحي على وجه الأرض،فإنما يدل ذلك على أن هناك مؤامرة أمريكية تريد تجسدها
من خلال
صناعة عدو جديد أخر في المنطقة،واللافت في هذا السياق،أن تنظيم داعش لا
يقوم بأية تحركات إلا بعد أن تهيئ له الأسباب للقيام بعملياته على أكمل
مبررات تبسطها له الأيادي الغربية المعادية لصلة الإسلام بحجة أن داعش
تنيظم اسلامي،فكل متابع لشأن السياسي العربي وحصيلة التنفيذات الإعدامية
على مؤشرات هذه النقاط، سيلاحظ نوعيا ابتعاد أمريكا وعدم اكتراثها المعهود
لقضية الطيار معاذ الكساسبة رفقة ذلك الصحفي
الياباني مقارنة بالعزم الشديد الذي ابرزته في قضية تسوية الأزمة الأوكرانية،ومنه القدرة على انتظار فرصة
تأزيم الوضع أكثر من طرف تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط ليحين تدخلها
فيها من بعد ذلك.
ولا
يخف علينا جميعا،أن ايديولوجية أمريكا صارة أكثر استعانا بداعش لتنفيذ
مخططاتها الجهنمية،مثلما كنا قد رئيناه عند ردها السريع من نتيجة اقرار البرلمان الفرنسي
الرغبة في الإعتراف بدولة فلسطين،حيث جاءت مباشرة لذلك ،صفعة صحيفة "شارلي
ايبدو" التي قدمتها داعش لموقف فرنسا المغاير للتكتل الإستيطاني الصهيوني
مع ازدواجية طبق تشويه صورة الإسلام في العالم ،ويمكن اعتبار اللجوء الأمريكي في حقيقته إلى
داعش هو بمثابة ابعاد الرؤية وإشغال أنظار العالم عن محور القضية
الفلسطينية وزيادة اسرائيل لجرائمها في المنطقة،فلماذا لا نجدها ولو لمرة
واحد تجرأ على طلب اقامة مجلس أمني أممي عاجل لإيقاف رماد تنظيم
داعش؟،اجابة ذلك ،سنجدها في احدى المذكرات الإعترافية لوزيرة الخارجية
الامريكية السابقة "هيلاري كلنتون" التي اقرت ان تنظيم داعش هو صناعة
أمريكية، فبتالي لاحاجة لهذه الأخيرة أن توقفها عن عملها في مجال تقسيم
المنطقة العربية بالكامل.
بمختصر
الكلام،إن عيون أمريكا موجهة إلى تنظيم داعش التي تعتبرها قنبلة موقوتة في
صدر تشويه صورة الإسلام و المسلمين في مناطق العالم،وربطهم دوما بمصطلح
الإرهاب عبر توظيف شخصيات وعناصر مناوئة لهذه الفكرة التي تعد مفاهيمها مذهبية بالدرجة
الأولى.
بـلال حـداد
0 التعليقات:
إرسال تعليق