15‏/02‏/2015

قرارات صخرية!

JAN29

نقترب من انطلاق العد العكسي لإحياء ذكرى تأميم المحروقات الذي سيوافق موعد مطالبة المعارضة الخروج إلى الشارع يوم 24 فيفري القادم، كعنوان بارز، للتعبير عن رفض طريقة استخراج الغاز الصخري بعين صالح، وهذا التصادف المفاجئ، إنما سيلخص مدى فرضية ازدواجية العرض التي ستكون بين حتمية اللجوء إلى الغاز الصخري أو حول نسبة الاعتماد على سيرورة ريع البترول.
الشروق الجزائرية
وإذ يعتبر تحيز الأحزاب المعارضة في كل مرة تحاول فيه اغتنام فرصة تواجد احتجاجات بأي ولاية من الولايات، إلا وتهم إلى حشر أنفها فيها، ونحن نعلم أن كل هذه التكتلات لم تستطع إخراج الشعب إلى الشارع أو بالأحرى لم تقدر على إقناعه بضرورة التغيير، وهي تحاول عبر ذكرى تأميم المحروقات تمرير عنقود الغضب كنوع من التضامن المزعوم مع أهالي الجنوب.
.. دون ذلك، لم تقدم المعارضة أي حلول أو استطلاعات لأهم المخارج المحددة التي يمكن من خلالها توضيح عوالم الاستثمار في هذا النوع من الطاقة، ولماذا بقيت في صمت رغم أنها تدرك من جانب السلطة عزمها وتحديها في تنفيذ مقرراتها بدون رجعة؟ وهو ما خلق لبسا وراء تحرك المعارضة تجاه مفهوم استغلال الغاز الصخري في الجزائر.
.. الاختلاط الذي ستقع فيه الجزائر يوم تأميم المحروقات، هو بين مرتكزين رئيسيين يتمثلان في انهيار قمة هرم البترول وتلاشي ريعه في بضاعة لسنا بحاجة إليها وانسدادها في احتجاجات ستنهال على كتف السلطة انطلاقا من ارتفاع الأسعار الاستهلاكية وتوقف مشاريع الشباب.
وإن كان اللجوء إلى عمق استخراج الغاز الصخري سيكون صعبا في الوقت الحالي، ويبقى فيها الحل الأمثل هو البحث عن منابع طاقوية حديثة وجديدة عن الطاقات التقليدية كالطاقة الشمسية وغيرها، وإن استمر الوضع على هذه الحال فإنه لا يبقى للشعب الجزائري سوى ازدواجية خياري عرضين: أولهما الموافقة على تطبيق نظرية الغاز الصخري في الوقت بدل الضائع التي ترعاها سلطة التحالف الرئاسي أو الاستنفاد من ريع البترول الذي تقومه تربصات أوتاد أطراف المعارضة، فيما سيتأرجح المطلب الوحيد لأغلب الرأي العام الجزائري في مقابل ازدواجية هذين العرضين، هو اللجوء إلى طاقات لا تتدخل فيها أي جبهات أجنبية تؤخر نموذج التنمية المستدامة في محاور صوت الشعب.

بتصرّف: بلال حداد
 ..فعلا يا سي بلال، المشكل ليس لا في الغاز الصخري، ولكن في العقول الحجرية والقرارات الصخرية، التي لا يكسرها سوى فأس فلاح فحل، والحقيقة أن الطبقة السياسية، حكومة ومعارضة، لم تقدر على فهم الأغلبية المسحوقة، ولذلك لم تفهم مطالبها.. إننا بحاجة جميعا إلى "مارطو" كبير يوقظنا من سبات أهل الكهف الذي فرملنا ويجعلنا نعيش رهينة الماضي!
كما يمكنكم الإيطلاع على المقال في صحيفة 'الشروق اليومي'


 

0 التعليقات: