01‏/03‏/2015

الإعلامي بلال حداد في حوار مثير مع "أنيس بوزيد" مندوب برلمان الشباب العالمي

JAN29

مندوب برلمان الشباب العالمي أنيس بوزيد يستعرض تجربته عبر أخبار اليوم :
شاب واعد يمتطي ركب العالمية من بابها الواسع
يُحزنني كثيرا غياب الجزائريين في دورات برلمان الشباب

عرفت الجزائر في هذه السنوات الأخيرة بروز العديد من الكوادر والطاقات الشبانية التي أثبتت كفاءتها في كافة المجالات المتنوعة وعلى مستوى مختلف الظروف والأزمنة، صانعة لنفسها اسما مرموقا في الساحة الوطنية والدولية، والتي صادفنا فيها إحدى هؤلاء العطاءات الشبانية الواعدة، أنيس بوزيد ابن مدينة الشرق الجزائري، تبسة، الذي ثمّن فيها طاقته لتمثيل الجزائر في عدة مناسبات بإعتباره مندوب ببرلمان الشباب العالمي ومسؤول عن جريدة مينا بوست الفرنسية بالجزائر، التقيناه وكان لنا هذا الحوار الشيق معه، الذي خصّصنا زوايا واسعة منه للتحدث عن المسار البرلماني والإعلامي للشاب المبدع  وتجربته الشبابية الرائدة·
حاوره: بلال حداد
- أخي أنيس لو تتكرم بتقديم لمحة لقراء صحيفتنا عن بداياتك الأولى كمندوب ببرلمان الشباب العالمي؟
* أولا، شكرا على الاهتمام وقبل أن أبدأ يجب أن أعرف بالبرلمان، هو هيئة مستقلة تابعة للأمم المتحدة تعقد اجتماعات دورية في كل دول العالم تقريبا يجتمع من خلالها الشباب من جنسيات مختلفة لمعالجة موضوع سياسي واقتصادي، يصلون بعد هذه  الاجتماعات إلى صيغة حلول ومقترحات تقدم إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أما عن بداياتي فكانت في مراكش عندما تم اختياري لتمثيل دولة مالي وأخص بالذكر أن الموضوع في ذلك الوقت كان المتاجرة بالبشر·
- بغض النظر عن سنك، ماذا يمكنك أن تقدم بصفتك عضو في برلمان الشباب في الأمم المتحدة عن فكرة السيادة الوطنية وإبرازها لدول العالم؟·
* السيادة الوطنية تعني لنا الكثير خصوصا نحن الجزائريون، بعد الفترة الكبيرة للاحتلال الفرنسي لبلدنا لا أظن أن هناك أكثر من يفهم ويعي معنى السيادة من الفرد الجزائري، ولعل توجهي كان دائما يميل إلى توجه السلطات العليا في بلدي فأنا مع حق الشعوب في التمتع بسيادة مطلقة غير منقوصة أو مشوبة بتدخلات أجنبية مهما كان نوعها، ولعل الدستور الجزائري الذي أعطى مادة كاملة للسيادة الوطنية خير مدرس لنا كي نضرب مثالا للعالم بأن سيادة الدول بغض النظر عن نقاط قوتها أو ضعفها وجب احترامها وأنها خط أحمر لا يجب الاعتداء عليه·
- بعيدا عن المواضيع السياسية والإقتصادية لبرلمان الشباب العالمي هل هناك اتجاهات تثقيفية وحوارات تكوين الشباب على المدى البعيد؟ وإذا كانت موجودة، ماهي أبرز برامجها؟·
* نعم موجودة، فمؤخرا وبفضل شبكة العلاقات التي أقمتها مع زملاء لي بالبرلمان تم اختياري كرئيس عن البعثات الجزائرية من طرف عديد رؤساء البرلمانات، وقد توجهت إلى العشرات من شباب وطني في هذا الشأن وطلبت منهم المشاركة، على سبيل المثال كان هناك نموذج للجامعة العربية بدُبي وكنت سأمثل فنزويلا لكنني لم أحضر لدواعي عائلية· كما أنني دعوت جزائريين مقيمين بالخارج كي يشاركوا في برلمان مدينة نيس الفرنسية، بوردو، روما الإيطالية، بلغاريا، البرتغال، لكن للأسف لا أجد تجاوبا معهم، على عكس الأشقاء بالمغرب مثلا فقد خطو خطوات عملاقة في هذا المجال، كل البرلمانات تختتم بحفل توزيع هدايا وشهادات مشاركة هذه الشهادات تعترف بالتدوين الدبلوماسي للمشارك كون مهمة البرلمان هي أن يعيش المندوب حياة الدبلوماسيين من مفاوضات ومقترحات وغيرها·
- جيد، كيف ترى ذلك، أفي تطلعات الشباب العربي وبالأخص الجزائري منه تجاه المعطيات التي يقدمها برلمانكم العالمي؟·
* للأسف برلمان الشباب لم يحظ  باهتمام الشباب الجزائري بتاتا، فأنا الوحيد من كان جزائريا في كل البرلمانات التي حضرتها في حين تجد باقي الجنسيات العربية كالتونسيين، المغاربة، الإماراتيين، اللبنانيين والسوريين، في حين هناك غياب تام للجزائريين وهو أمر يحزنني كثيرا·
- في اعتقادك مثلا، ماسبب عزوف الجزائرين مقارنة بباقي الشباب العربي عن هذا البرلمان، رغم ما يحمله هذا الجانب من إمكانيات قدراتية لهم؟·
* حسب فهمي وتجربتي فإن الجزائريين يهابون ويتهربون من ممارسة السياسة، كما أن لهم مشكلة في التواصل مع الجنسيات المختلفة وهو ما يعرف برهاب التكلم باللغات، رغم أنه باستطاعتك التكلم بلغة بسيطة فالكل بالبرلمان يريد إيصال أفكاره وثقافة بلده، الجزائريون للأسف لا يتقنون فن مدح بلدهم في شتى المجالات·
- كيف ترى تجربتك، لاسيما وأنت في بداية مشوارك؟·
* تجربة مليئة بالتحديات تجعلك تعمل على ركب العالمية خصوصا أنك تلتقي بصفوة شباب العالم، تجربتي سمحت لي كذلك بالتعرف على صديقة من تونس الآنسة صوفي عياشي أسست جريدة مينا بوست بباريس والتي عملت مستشارة للرئيس هولاند بالحزب الاشتراكي قبل توليه الرئاسة، هذه الأخيرة اختارتني أن أكون مسؤولا عن الجريدة بالجزائر، ولديّ عديد المقالات والإسهامات بالجريدة، كما أنني فتحت المجال لكل الجزائريين الشباب ممن لهم مقالات أو أفكار أن يطرحوها من خلال جريدتنا، كما فتحنا باب الإشهارات بالجريدة·
- إذن أنت إعلامي، أليس كذلك إلى جانب اعتبارك مندوب ببرلمان الشباب العالمي؟·
* رغم أنني لا أحبذ صفة الإعلامي ولا المحامي، إلا أنني وجدت نفسي داخل قوقعة الإعلام والمحاماة، فإن يقال عنك إعلامي أظن بأنها مسؤولية كبيرة ليست بالسهلة، بالإضافة إلى أنني لا أرى في نفسي ذلك الإعلامي القدير أنا فقط مجرد هاوي· ممكن مع الوقت سيتغير اتجاهي·
- حبذ، لو يخبرنا أنيس بوزيد عن سياسة جريدته الموقعة مع مستشارة أهم رجل بقصر الإيليزي لدى فرنسا في الوقت الحالي·
* جريدتنا تخص منطقة مينا أي ترجمة للانجليزية مختصرة شمال إفريقيا والشرق الأوسط تهتم بأخبار هذه المنطقة سواء كانت سياسية، اقتصادية، اجتماعية، أو ثقافية، كل الطاقم الصحفي يجمع لشباب من جنسيات مختلفة جزائرية، فرنسية، تونسية، بريطانية، ألمانية، لبنانية وغيرها، استطعنا في ظرف سنة أن نجعل متتبعينا على الانترنت يفوق الأربعين ألفا، حيث أن الجريدة تصدر بلغات ثلاثة عربية، فرنسية وانجليزية ونطمح لإدخال لغات أخرى كالاسبانية والألمانية، بفضل مساهمتي بالجريدة فإن الجزائريين المتابعين بها في تزايد مستمر، خصوصا بعد فتحي للمجال أمامهم لنشر مقالاتهم الفكرية والتحليلية·
- بصفتكم مشرفين عن هذه الجريدة الإعلامية كيف ترون تجربة القنوات  الإخبارية الخاصة في الجزائر؟·
* أظن أن فتح مجال الإعلام أمام الخواص خطوة عملاقة للتفتح على العالم ودعم الحريات، لكن ما يخص القنوات الاخبارية فليومنا هذا جل ما شاهدته للأسف مجرد قراءة للأحداث في نشرات إخبارية، كما أن جل البرامج الإخبارية والسياسية مجرد إعادة لبرامج عربية أخرى وليومنا هذا لم أر برنامجا سياسيا جزائريا بحتا·
- كونك في ريعان شبابك واستطعت  الجمع بين مسؤوليات ثقيلة كمندوب برلمان الشباب العالمي ومسؤول في جريدة فرنسية، كيف استطعتم الجمع بين هاتين الوظيفتين في أن واحد؟·
* يبتسم ثم يجيب، والله، القضاء والقدر هما اللذان جعلاني أجمع بين هاتين الوظيفتين، كل شيئ بتسيير الله، صحيح لا أخفي حبي للإعلام وللسياسة وخصوصا للدبلوماسية لكن قضاء الله هو الذي جعلني أوفق في ذلك·
- ماهي أهم مشاريعك المستقبلية، وبماذا يمكنك أن تنصح شبابنا الواعد ؟
* حاليا سأعمل على إتمام تربصي بالمحاماة لأخذ صفة الحقوقي، كما سأعمل على إنشاء جريدة جزائرية خاصة بي، كما لا يخفيك أنني متمرس جيدا على التجارة بفضل والدي وجدي رحمهما الله·
- كلمة أخيرة ضيفنا الكريم·
* كلمتي الأخيرة سأوجهها لشباب بلدي، عليكم أن تثقوا في إمكانياتكم وأن تلجوا العالمية دون تردد فالجزائر محتاجة لنا على المستوى الداخلي والخارجي للتعريف بها على نطاق واسع، والله يحز في نفسي لما التقى ألماني أو أمريكي وأجده لا يعلم شيئ عن الجزائر سوى أنها تقع بإفريقيا، كما أن التحديات المحيطة ببلدنا اليوم تحتاج إلى وعي كلير من شبابنا لمواجهة المخاطر المحدقة· أخيرا الجزائر عظيمة عظمة شهدائها وأبطالها وأبنائها فلنحميها بكل ما اوتينا من امكانيات ولنلتزم بالحكمة والحنكة في مواجهة الصعاب·