شيء جميل أن نجد وزير خارجية أقوى دولة في العالم يثني على نجاح منتدى الجزائر حول ظاهرة مكافحة التطرف التي احتضنتها بلاده في الشهر الماضي، أبدى جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة في خطابه عن تشجيعه للجزائر في هذا الميدان، و أضاف بأن بلاده مستعدة للتعامل مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب.
لكن، هل هذا يعني بأن أمريكا قد وافقت مبدئيا على شروط الجزائر المعروفة عند الرأي العام الدولي من أجل القضاء على هذه الظاهرة؟ كوقف دفع الفدية لهذه الجماعات المسلحة وعدم التفاوض معها، ناهيك عن التدخلات العسكرية لحلف الناتو في البلدان العربية التي من شأنها تفشي الإرهاب في المنطقة، لما ينتج عنه من وقوع الأسلحة في يدي الجماعات المسلحة التي من شأنها استنساخ الإرهاب، أينما حلت وجهتها، فإذا كان كيري يقصد بكلامه عن حقوق الإنسان ومدى احترام الجزائر لمواثيقها ودفاعها عنها،فهل يدرك أن الجزائر التي استطاعت مسح الديون المترتبة عن بعض دول إفريقيا العاجزة عن تسديد ديونها،هي غير قادرة اليوم عن مسح ديون الفلاحين وأصحاب مشاريع «لونساج» وغيرهم من المدنيين لدى الدولة من الشعب؟
كما لا يعلم بأن حق المواطن البسيط في الكهرباء و الغاز نكاد لا نراها في ظل عمليات تصدير هذه المواد للخارج لو قارناها بالإنقطاعات المتكررة للكهرباء وانعدام الغاز في بعض المناطق؟ طبعا، في حين، أن تطبيق هذه المعايير حول حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب هي في الغالب خواتم لا تخدم إلا المصالح الغربية التي كانت السباقة لإصدار قوانينها دون مراعاة الدول المستضعفة،فكيف مثلا لأمريكا التي تزعم أنها تسعى لمكافحة الإرهاب بشتى الوسائل،وهي من أبرز الدول الممولة و المنتج لها بشهادة أكبر عملائها ووزرائها السابقين، ليأتي اليوم كيري ،ويقول بأن بلاده على استعداد تام للتعاون مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب،وهما خطان لا يتوازيان،إذ تعد الجزائر من بين الدول المعارضة لسياسة أمريكا في معالجتها لهذا الوضع المتدفق حول مكافحة انتشار هذه الجماعات الإرهابية بالمنطقة ،وان كانت دبلوماسية الجزائر تسعى جاهدة لطي ملف الإرهاب نهائيا بعقد ندوات واجتماعات.
بلال حداد*
بامكانكم الإطلاع على المقال من رابط صحيفة "القدس العربي " :
0 التعليقات:
إرسال تعليق