المتابع للشأن التربوي في الجزائر، يجد أن حصيلة النسب المتعلقة بفضائح
وسيناريوهات ممارسة الغش، عرفت وتيرتها ارتفاعا رهيبا ومتزايدا في مختلف
المجالات وبأبعاد متنوعة علي غرار ما يسمي اليوم بالغش الجماعي في امتحانات
البكالوريا، أو محاولات تسريب الأسئلة، فلم يعد التخطيط والتنفيذ لمثل هذه
العمليات مقتصرا علي التلميذ فحسب.
كأنهم يقولون لنا إن تفكير أدمغتنا تجمد وأصبح فارغا من محتواها، بعد أن
تغلغلت أحدث التقنيات والوسائل التكنولوجية الحديثة كبديل عنها، وحلت محل
حب المطالعة والبحث عن ما هو جديد، فكلما رأينا أساليب جديدة لردع وقمع هذه
العمليات التي تشوه مردودية ومصداقية مستوي التعليم بالجزائر، إلا ووجدنا
تطورا ملحوظا في كيفية مواجهة ومقاومة الجهات التي تحاول منعهم والتخلص من
أساليب الغش.
كأننا في عصر حرب الظلام مع النور، فالغش انغمست جذوره في كافة المجالات الاجتماعية عبر توابل وشعارات أغرب من الخيال، ومنها إن الغش هو سر النجاح الذي يقصد به، بداية فساد البنية الاجتماعية من مؤسسات عمومية وأخرى لخواص لا يعرف شاغلوها معنى مسايرة الوقت واحترامه لعدة أسباب ومبررات.
كذلك، هناك أعلى درجات الوعود والدعايات المغلوطة والمعسولة من طرف مسؤولين لنفث غبار الغش الاجتماعي ومصدر رياح هيجانه وانتفاضته نحوهم، وغيرها من أمثلة ممارسة هذه اللعبة التي بالكاد صرنا مرارا وتكرارا نراها في حياتنا اليومية، حتى صارت لصيقة بنا، وربما ستصير ميزة خاصة بنا أو ببعضنا في يوم من الأيام، إن لم ندركها، وبها نختلف عن غيرنا.
بلال حداد
..والله يا بلال، إن أخطر ما في أقصوصة الغش، إنه أصبح وسيلة "محمودة" عند هؤلاء وأولئك، فالتلميذ يغش بنصيحة من أوليائه حتى "ينجح بالساهل"، والمترشح لمنصب المعلم يغشّ كذلك بحجة مواجهة "المعريفة"، والمترشح لعضوية المجالس "المخلية" وحتى برّ-لمان يغشّ بالكذب والوعود المعسولة حتى يحقق غايته الانتخابية !
التاجر يغش حتى في رمضان فيطفف في الميزان ويبيع السلع المنتهية الصلاحية، والطبيب يغش في مداواة مريضه فيوجهه إلى صديقه الصيدلي حتى يقتني من عنده الدواء، والميكانيكي يغش فينزع قطعة غيار جديدة ويضع بدلها "الخردة"، والموّال يغشّ بتسمين الماشية بالمواد السامة، والمهندس يغش بإغماض عينه عن البنايات المغشوشة!
نكاد نقول أو نعترف: كلنا غشاشين، وكلّ الغشاشين الكبار، كانوا في يوم من الأيام تلاميذ تعلموا الغش في الامتحانات وهذه هي النتيجة.. والمصيبة!.
رابط المقال علي جريدة الشروق :
كأننا في عصر حرب الظلام مع النور، فالغش انغمست جذوره في كافة المجالات الاجتماعية عبر توابل وشعارات أغرب من الخيال، ومنها إن الغش هو سر النجاح الذي يقصد به، بداية فساد البنية الاجتماعية من مؤسسات عمومية وأخرى لخواص لا يعرف شاغلوها معنى مسايرة الوقت واحترامه لعدة أسباب ومبررات.
كذلك، هناك أعلى درجات الوعود والدعايات المغلوطة والمعسولة من طرف مسؤولين لنفث غبار الغش الاجتماعي ومصدر رياح هيجانه وانتفاضته نحوهم، وغيرها من أمثلة ممارسة هذه اللعبة التي بالكاد صرنا مرارا وتكرارا نراها في حياتنا اليومية، حتى صارت لصيقة بنا، وربما ستصير ميزة خاصة بنا أو ببعضنا في يوم من الأيام، إن لم ندركها، وبها نختلف عن غيرنا.
بلال حداد
..والله يا بلال، إن أخطر ما في أقصوصة الغش، إنه أصبح وسيلة "محمودة" عند هؤلاء وأولئك، فالتلميذ يغش بنصيحة من أوليائه حتى "ينجح بالساهل"، والمترشح لمنصب المعلم يغشّ كذلك بحجة مواجهة "المعريفة"، والمترشح لعضوية المجالس "المخلية" وحتى برّ-لمان يغشّ بالكذب والوعود المعسولة حتى يحقق غايته الانتخابية !
التاجر يغش حتى في رمضان فيطفف في الميزان ويبيع السلع المنتهية الصلاحية، والطبيب يغش في مداواة مريضه فيوجهه إلى صديقه الصيدلي حتى يقتني من عنده الدواء، والميكانيكي يغش فينزع قطعة غيار جديدة ويضع بدلها "الخردة"، والموّال يغشّ بتسمين الماشية بالمواد السامة، والمهندس يغش بإغماض عينه عن البنايات المغشوشة!
نكاد نقول أو نعترف: كلنا غشاشين، وكلّ الغشاشين الكبار، كانوا في يوم من الأيام تلاميذ تعلموا الغش في الامتحانات وهذه هي النتيجة.. والمصيبة!.
رابط المقال علي جريدة الشروق :
0 التعليقات:
إرسال تعليق