05‏/04‏/2013

الشرق الاوسط والربيع العربي..مجرد ومضة اعلانية

JAN29

من المعلوم لدي خبراء ومختصي الحملات الاعلامية وبالاخص الومضات الاشهارية في تسويق منتوج ما ،عبر مراحل اساسية منها محاولة جذب انتباه المستهلك وصولا الي الاقتناع بذالك المنتوج "فيما يخص المواد الغذائية" وشراءه نتيجة الومضة الاشهارية المميزة التي اسالت لعابه ليقتنيها بمجرد رؤيتها في اي محل،لكن ماذا لو لم تعجبه بعد اقتنائها وتناولها مباشرة بعكس ماكان يراه من لذة في تلك الومضات الاشهارية التي نشرت باحدي وسائل الاعلام؟،وهذا كثيرا ما تنطوي عليه السلع ذات الجودة الردئية ،التي في الغالب نراها من طرف صاحب هذه السلعة منشغلا في تكثف الحملات الاشهارية لترويجها باستمالات عاطفية ذات انجذاب اكثر للزبون الذي يتفاجئ في الاخير بردائتها وقلة جودتها بعد اول وهلة من تناولها.
فلوا طبقنا هذا المقلب علي المشهد العربي من مغربه ومشرقه الذي التصقت بهما مصطلحات غريبة مصدرة من طرف جهات مجهولة،تريد جعل تلك المناطق وسكانها منطقة لرواج نيران هذه المصطلحات المشفرة التي تحمل في طياتها الكثير من الغموض ،بعلي اثرها هي الاخيرة لقت ترحيبا من سكان تلك المناطق الذين تناول طعمها بدون علمهم في سبيل التطوروالرقي المزعوم للوقف بمثل رفاهية الدول المتقدمة ،انطلاقا بما تحمله هذه الومضات الاشهارية من مصطلحات مزخرفة تمثل استمالات تزيد من فتنة الاصتدام بين الشعب ونضامه.
وبالحديث عن هذ المصطلحات نجد مايسمي "بالشرق الاوسط "،الذي لو رجعنا الي التاريخ لكشفنا المستورعن جبينه لاول تسمية له ولمذا تغيرت تسميته ؟ انما دليل علي ماذا ،بعد ان كان في الاصل يطلق عليه بالمشرق العربي او الخليج العربي الذين بقيا محددوين،ليصبحا في طي النسيان بعد اذن ،خصوصا كلمة المشرق العربي التي اختفت تقريبا من مصطلحاتنا اللغوية والتي كانت تطلق علي دول "سوريا وفلسطين ولبنان والسعودية وقطر.....الخ" لتاخذ فيما بعد تسمية الشرق الاوسط التي روجت له حملات اعلامية مكثفة في ذلك الوقت لتثبت تلك المصطلح عليه.
اضافة الي مصطلح جديد طغي علينا في هذه الايام تحت اسم "الربيع العربي"الذي عكست في مضمونه محاولة اخراج دول المنطقة من الظلمات الي النور ،ليضهر في الاخيرعلي انه خريف عاصف وليس ربيع عربي كما زعمت تسميته بهذا المصطلح بعد حملات اعلامية مشهرة بمدي ضرورته ،والذي شمل في ذلك دول "شمال افريقيا وسوريا حاليا"،لكن من وراء اصل اطلاق هذه المصطلحات المفبركة ؟.
فبتاكد لن تجد سوي انف امريكا الطويل الذي يسعي جاهد لكسرعمادة العرب بومضات اشهارية عبروسائل اعلامية ،تلتهم احشاء كل من يلتقطها ضمن مادة دسمة تدعي الشرق الاوسط بعد ان كانت تطلق عليه في السابق بسم المشرق العربي ،لتلبسه امريكا لون اخر اثر نشرها لعنقود اسرائيل عبر نفق فلسطين الابيا لاجل امرين لا ثالث لهما،انطلاقا من زهد المنطقة بخيراتها وثرواتها الاقتصادية خاصة منها النفطية ،وثانيهما موقعها الرابط بين قارات العالم ،حاولت من هذا امريكا ادخال عليها مطلحا حديد يرعي تلك الدول والذي لقي قبول من سكان المنطقة املا منها في الخروج من بوابة الضلام التي شهدتها في السابق،لتتكون تحتها احلاف وتكتلات نصبت فيه اسرائيل بداخلها ،كونها عضو فضولي في المنطقة يحسن بجد لغة التجسس علي جيرانه بعد ان عمق فتحات الفتنة فيما بينهم،حتي تسرح وتمرح امريكا بمضلاتها الانسانية وعذاب الفيتوا الذي لا زال يهيمن علي المنطقة لحد الان،ليخيب امال تلك الشعوب ويضعها في موضع المناطق الاكثر توترا في العالم.
ونفس الرهان الاعلامي الاشهاري الذي استعملته امريكا في مرحلتها الاولي ،لتعاود به الظهور في اشعال فتيل الربيع العربي الذي تعود تسميته لبعض الهرمونات الفضائية الاعلامية الامركية بهذا المصطلح،الذي التقط طعمه الكثيرمن وسائل الاعلام العالمية التي اشادت بهذا الربيع الواحد الموحد لسكان المنطقة للتغيير والنهوض بهم نحوي الديموقراطية التي طالما تمنونها،ليصتدموا في اخر المطاف بعكس ما كانوا يتوقعونه ويسمعون به عبر وسائل الاعلام، مما سيكون عليه الحال بعد هذا الربيع ،اذ هو فجئت خريف عاصف اتي اكله علي الاخضر واليابس.
فالحاصل ان هذين المصطلحين "الشرق الاوسط والربيع العربي"هما وجهان لعملة ترسانة امركيا المنفقة بضلال الومضات الاشهارية الاعلامية التي روجت لها من بعيد لتاتي اكلها في القريب الاجل ،علي حساب سكان تلك المناطق الذين سلموا بهذه التكتلات والهلوسات الديمقراطية علي طاولة مصطلحات مشفرة ،طمعا منهم في الخروج من وحل مستنقع البيروقراطية والتهميش الذي طالها لسنوات طيوال لتجد نفسها مرة اخري قي مسنقع اكثر وحل من ذلك،جعلها منها اكثرالمناطق توترا في العالم،غير ان هذا لا يعني ان الثورات العربية نشات من عدم امريكي وانما هو تضافر جهود ابنائها لاسقاط غطرسة حكامها الذين طغوا في البلاد ،وما مقالنا هذا سوي توضيحا لما تروج له امريكا لمصطلحات عبر اعلام العالم لتهضم به كل من هو اقل منها قوة وجبروة وخاصة ما حدث في الربيع العربي التي تبين من خلاله رواج مصطلحات مغالطة مضللة لشعوب المنطقة بعد ساهمت اكثر في تازم الوضع بدل من احياء امال لبناء دول متطورة.