16‏/08‏/2013

فرعونية حمامات الدم المصرية

JAN29

 بقلم : حداد بلال
تتسارع وتيرة الاحداث في مصربشكل متضارب خاصة بعد ان بلغت ذروة شوارعها من قتلي وجرحي وسط تبادل الاتهامات بين انصار الشرعية ومعارضيها حول فمن المتسبب بهذا العنف.
وفي حين ذلك قد يكون هذا الشحن من الاحتقان السياسي المورد والمتسبب الرئيسي لما قد يجر مصر الي حرب اهلية تؤدي بها الي المجهول وتحول بعدها من عدم جدوي اقامت قواعد المبادرة الوطنية للمصالحة التي نادي بها وحرصت عليها الكثير من الاطراف الداخلية والخارجية لتحقيقها.

ولكن منذ الحين،ربما قد يبدو امر المصالحة الوطنية في مصر مستعصيا خصوصا بعد مذبحة الحرس الجمهوري والمنصة التي لن يتوانا فيها الاخوان وحلفائهم بالسكوت عن هذه الفرعونية التي اغرقت ابنائهم في حمامات الدم بل ستزيدهم  اصرارا علي ابقاء شرط اطلاق صراح الرئيس المعزول "محمد مرسي" كمنطلق رئيسي لثبوت انفراج المصالحة الوطنية المصرية،وهو ذلك الامر الذي لن تجد له اذان صاغية لها،لان المعارضة التي تقودها بالاخص حركة "تمرد" ونجوم الفتنة ازلام مبارك لن ترضخي لهم بهذا المطلب الذي يعني لهم افضاء و السماح لاحد رموز نجاح ثورة 25 ينايير التي كانت نكسة لهم وسببا في سقوطهم وسقوط نظام رئيسهم المخلوع "حسني مبارك" بالمرور،ما يبررلنا كيفية اسراع هؤلاء الي وجوب تعديل الدستور والدعوة الي قيام انتخابات مبكرة.
ومما نراه اليوم عند وقوفنا علي المشهد الثوري لدولة مصر،يتضح لنا بان رسالة "مانديلا" التي قد وجهها الي ثورات الربيع العربي خاصة ثورتي تونس و مصر لم تعد مرغوبا فيها وغير سارية المفعول،مدامت نفس الطباع لا تتغير عند جيش الانقلاب لو وقفنا بذلك عند نكسة 1967 التي كان فيها جيش "جمال عبد الناصر" قد رمي بالجيوش العربية الي هزيمة نذلة لم يسبق لها ان حدثة من قبل،فمكان لهذا الاخير سوي ان يقدم علي عزل نفسه برهة ومن ثمة معاودة الوقوف علي عتبة التفويض التي تمنح لنفسه حق مواصلة الكفاح متزعما من ذلك ان الشعب هو من فوضه لهذه المهمة،وكان "بعبد الفتاح السيسي" يعيد نفس الاسطوانة اليوم ليما يسميه بالتفويض الشعبي الذي سيمكنه من القضاء علي العنف و الارهاب الذي هو بالاصل ليس في حاجة اليه،لان القانون المصري و حتي العالمي يخول له ذلك دون حاجة الي تفويضشعبي،ربما قد يكون الان هو سبب الهول الجاري في مصر.
ومن ذلك مؤسف جدا ان نجد حب التقليد الاعمي في الانسلاخ والذوبان تحت سقف الفخ الفرعوني لحمامات الدم قد انطوت ايضا علي المشهد الثوري لتونس التي كانت ملهما في السابق لبداية انفتاح ثورات الربيع العربي،هاهي اليوم قد يطال عليها المشهد المصري اثر خروج المتضاهريين للاعتصام في الشارع بكل المدن الرئيسية للمطالبة باطاحة بنظام الاخوان في تونس،لكن ليس بالاستعانة بالجيش كما حدث في مصر بل الاستعانة بالجهاز الامني مثلما قام عليه "بن علي" عند اطاحته "ببورقيبة" حيث استعان بالجهاز الامني لا بالجيش ،وعليه قد يلحق الشارع التونسي تبعا بمخاطر فخ فرعونية حمامات الدم المصرية.
فالاستشهاد بما يحدث الان في مصر و تونس هو نتيجة فرعونية حمامات الدم وسحرتها التي ليس لها حرج في ابراز شهوتها الراغبة في الحصول علي مقعد الرئاسة عبر ديمقراطيات متسارعة لانتخابات مبكرة يكنها لهم التفويض المدجل والساخر لاراقة مزيد من الدماء.
 والا لما لاتحدث هذه الاوهام الفرعونية في دول كالبرازيل و اليونان واسبانيا و البرتغال التي خجرت شعوبهم لاعتصام و الاحتجاج في الشوارع نتيجة الازمات الاقتصادية وسياسة التقشف التي مرت بها بلادهم،الا اننا لم نري اي مطالب تنادي بازالة حكامهم ولا باي تفويضات مزعومة تسمح بالجيش بالتدخل لوقف العنف وعزل حكام جمهورياتهم،ولو حدث ذلك لانتهت كلها بديمقراطيات فرعونية مدجلة بوابل حمامات الدم تدخل بلادهم الي عالم مجهول،مايبن الفارق بيننا في ان "لديمقراطيتنا مخالب" علي غرار ما حدث في عهد السادات.

0 التعليقات: