بقلم : حداد بلال
يذكرنا المصري "رضا فهمي"
القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية عندما قال في اخر خرجة له بان هناك تعداد
لانشاء خطة العصيان المدني الشامل التي سيعلن عنها خلال 48 ساعة المقبلة قصد اجبار
العسكر للخروج عن المشهد السياسي، حسب تقديره،اي بنفس الطريقة التي اهتدي اليها
الزعيم الهندي السابق "المهاتما غاتدي" في وقت الاستعمار البريطاني
للهند حينما لجا الي اسراتجية استخدام العصيان المدني كحل ثاني للم شمل الهنود من
جهة ونكس الاستعمار البريطاني وفضحه من جهة اخري.
فما كان للاخوان المسلمون بعد
الاصتدام في المواجهة المضادة لحكم العسكر سوي الولوج في خطة العصيان المدني
كمرحلة ثانية لاضفاء وابانة اكثر من السلمية علي المظاهرات التي كانوا قد بدؤوا
فيها من الاول،وان كان مصطلح العصيان يراه البعض لسوء فهمهم لمعناه علي انه مظهر للعنف
وغيره من الامور التافهة التي لا يجب الخوض فيها،لكن الزمن المعاصر بين عكس
ذلك،فالعصيان اثبة نجاحه في كثير من دول العالم التي كانت تعاني من الاضطهاد فهو
اسلوب راقي يعتمد علي اسلوب اللاعنف ويكون مقصده بمقاطعة كل شكليات النظام الحاكم
مثلما حصل في الهند عندما اعلن غاندي بمقاطعة كل ما هو بريطاني دون القيام بالعنف
من رفض دفع الضرائب و اقتناء البضائع منهم واضراب عن العمل وغيرها من الامور التي
تسببة في احراج البريطانين ونواي جيشهم امام الراي العام الدولي .
و بالذكر فان المشهد الذي يمر به
الاخوان المسلمون من اعتقالات جرت الكثير منهم الي المحاكم دون ان تكون في
حقهم اتهامات مقنعة،وهو نفس الشيئ الذي كان يحدث ايضا في صفوف الزعيم الهندي
"غاندي" عندما شهد حزبه اعتقالات تعسفية في حق نشطائه من طرف الجيش
البريطاني ،فما كان لهذا الاخير سوي اللجوء الي حيلة محنكة يطلق عليها بالعصيان
المدني تمكن بها الي حد بعيد من احراج وكشف حقيقة جرائم جيش المستعمر،وهو ما يحاول
فيه اليوم اخوان مصر تكراره لكشف غطاء "السيسي" واصدقائه الانقلابين.
ومن اهم الاحتمالات التي قد يستخدمها
الاخوان المسلمون في استراتجية العصيان المدني الشامل،خصوصا بعد اعلان النظام
الحالي اعلان حالة الطوارئ و حظز التجوال،هي محاولة تعمد اختراق هذه القوانين
بسلمية ليس لها مثيل بالخروج الجماهيري لتظاهر والاعتصام مع ان يسمح هؤلاء للامن
المصري ان اراد اعتقالهم دون ان يقوم باي مقاومة او نرفزة،اي تسليم انفسهم دون اي
عنف او محاولة للهروب من الامن لتسهيل القبض عليهم،ما سيجعل الامن او الجيش اما
خياريين سيثقلان اكتافه وهما:
اولهما : قد يتم حبس المتظاهريت جميعا
بعد تسليمهم انفسهم بدون اي مقاومة،وهو مالا يمكن ان يحدث لان السجون لا تكفي هذا
الكم الهائل من المتظاهرين،واما ان يتم انتقاء وحبس كوادر الاخوان في السجن ما
سيسمح لاتباعهم في التظاهر السلمي واختراق تلك القوانين،اي لن يكون بعد ذلك
للاخوان اي دور في تحريكهم،ما سيجعل الجيش المصري في ورطت وحرج لكيفية التعامل
معهم.
ثانيا : وهو الاهم ويتمثل في استعمال
العنف ضد المتظاهريين السلميين العزل الذين لن يضهروا اي مقاومة امام جبروة الرصاص
الحي الذي سيستقبلونه بصدور عارية،ما قد يجعل افراد الجيش يشعرون بالحرج والغزي
والعار مما اقدم عليه وهنا بالذات ستبدا مرحة جديدة وهي اعلان افراد الجيش التوبة
والانشقاق من مقطورة الانقلاب العسكري التي ستولد في الاخير مرحلة تبادل التهم
التي ستجرهم الي المحاكمة العسيرة .
العصيان المدني للاخوان علي نفس شاكلة عصيان غاندي لاستعمار
البريطاني،التي قد تنبعث منه هذه المرة مفاجئة من العيار الثقبل اما ابانة عجزالانقلابين
لقيادة للثورة المضادة او ينقلب فخ العصيان علي الاخوان.يمكنكم تحميل هذا المقال من جريدة "المواطن" الجزائرية علي الرابط التالي :
انقر علي الصورة لتكبيرها |
0 التعليقات:
إرسال تعليق